وسبب ذلك أن موسى ابن أبى العافية المكناسى لما استولى على فاس والمغرب شمر لطرد الأدارسة عنه، وأخرجهم من ديارهم وأجلاهم عن بلادهم إلى آخر ما هو معلوم، وصار من قدر منهم على الفرار يفر طالبا للنجاة، وكان من جملة من فر إذ ذاك جد هذا القبيل، وهو الشريف الجليل الماجد الأصيل المتبرك به أبو زكرياء يحيى الملقب بأمير الناس ابن عمران بن عبد الجليل بن يحيى بن يحيى ابن محمد بن إدريس، وكان فراره إلى زواوة، ثم إلى بنى حسن من عمل شالة أى المدينة الخربة الآن بإزاء رباط الفتح، ومنها لمكناسة الزيتون، وكان لهم فيها الصيت الشهير بصراحة النسب وعلو المكانة وعظيم الحظوة عند ملوك بنى مرين، ومنها انتقلوا إلى فاس.
وقال في الدرة الفائقة: ثم انتقل الكتانيون من زواوة إلى مدينة شالة، وذلك أيام السلطان عبد المؤمن بن على الموحدى واستوطنوها إلى آخر دولة الموحدين، ثم انتقلوا إلى مكناسة الزيتون وذلك في أوائل دولة بنى مرين، والإمام إذ ذاك هو أبو بكر بن عبد الحق المرينى، وذلك سنة نيف وستين وستمائة، وقيل أربع وستين وستمائة، ثم من مكناسة إلى فاس القرويين هـ ملخصا من النبذة اليسيرة النافعة، التي هى لأستار بعض أحوال الشعبة الكتانية رافعة، لشيخنا أبى عبد الله محمد ابن جعفر الكتانى.
وقد يجمع بين قول من قال: إن القدوم من زواوة كان لبنى حسن، ومن قال إلى شالة، بأن منهم من استوطن شالة، ومنهم من استوطن بنى حسن والله أعلم.
٢١٠ - محمد بن أبي القاسم بن على بن عبد الرحمن بن أبي العافية المكناسى.
٢١٠ - من مصادر ترجمته: جذوة الاقتباس ١/ ٢٧٢، درة الحجال ٢/ ٢٠٣، لقط الفرائد في الموسوعة ٢/ ٨٩٣، وهو فيها: "محمد بن قاسم بن على".