وفى أثناء هذه الرحلة الصحراوية وقع شغب في الشاوية والغرب كما وقعت مناوشة بين أهل مليلة وبين المجاورين لها من أهل الريف نشأت عن بناء البرج بحدود مليلة، فلما بلغ صاحب الترجمة ذلك وجه أخاه مولاى عرفة في الحين لكلعية في شرذمة من الخيل يعظهم ويذكرهم وينذرهم ويحذرهم ويوعدهم بالعقوبة إن لم يكفوا عن ذلك ويقفوا عند حدهم ويتركوا التعرض لأهل مليلية في بناء البرج بداخل حدادتهم، ويباشر فصال ما وقع بينهم وبين أهل مليلية من القتل والجرح وفساد الأملاك على حسب ما يشير به عليه النائب الطريس، فسافر من المحلة السعيدة في السابع عشر من شهر ربيع الثانى ثم بعد ذلك وقعت مضاربة أخرى بين أهل كلعية وعسكر مليلية، أفضت إلى قتل وجرح عدد من الفريقين ومن جملة من مات فيها حاكم مليلية.
وأقام المترجم بمراكش إلى أن صام رمضان، وأقام سُنة عيد الفطر، ثم صار يهيئ الحركة للناحية الغربية. لتفقد الأحوال والنظر في مصالح الرعية.
ثم في يوم الخميس الثانى عشر من قعدة الحرام عام أحد عشر وثلاثمائة وألف عقد لنجله البار المولى عبد العزيز على جيش لا يستهان به ووجهه أمامه خليفة لرباط الفتح.
وفى يوم الاثنين الخامس عشر من الشهر بارح المترجم العاصمة المراكشية وسار إلى أن أدركته المنية بدار ولد زيدوح على ما سنشرحه بحول الله، وهذه آخر حركة للمترجم وفيها ختمت أنفاسه النفيسة رحمه الله.
فكانت جميع حركاته منذ جلس على أريكة ملكه إلى أن لبى داعى مولاه تسع عشر حركة:
الأولى: من مراكش إلى مكناس وفاس عام تسعين ومائتين وألف.