وقد ألف غير واحد من الكتاب والأدباء في هذه الرحلة الصحراوية نثرا ونظما، منهم الكاتب المجيد العلامة السيد الغالى بن سليمان أحد كتاب الحضرة السلطانية، فإنه نظم هذه الرحلة الميمونة الطالع، ورمز لأيام الظعن والإقامة وعدد السوائع التي قطعت فيها أيام الظعن وتاريخ النهوض إليها وموافقة الشمسية للقمرية، وشرح ذلك النظم شرحا بديعا لطيفا عندى طرف من مسودته بخط مؤلفه يقول في أول النظم:
وللنصر فتح ظاهر في البرية ... يقابله الإقبال في كل وجهة
بحركة يمن قد بدا (طى ١٩) نشرها ... بطالعها الميمون في (يد ١٤) حجة
يوافقه من ينيه (ز ١٧ ى) سره ... بفتح ونصر في سلوك المحجة
وآخرها سبع لشهر دجنبر ... يوافقه تسع جمادى الأخيرة
وفى عدد الأيام عقد لجيدها ... مقاما ١٢٠ وسيرا في ٥٤ جنان المسرة
سوائعها (يمن ١٠٠)(حليم ٨٨) لأنها ... مواهب عدل في جبين المعزة
ويا سيدى مولاى يا خير مالك ... تفردت في عز ونصر وهيبة
وجزت مقاما طالما كان خاملا ... فجئت له فردا بغير معية
وكنت وكان الفضل والبذل والندى ... فأصبحت في عز عزيز المزية
فبشرى هنيئا بالقدوم الذى به ... أضاءت على الإسلام شمس الظهيرة