فاستعنا بالله على عبوره، وشرعنا في صعوده ومروره. بعد أن رتبنا الجنود والعساكر ترتيبا، وجعلنا منهم للدخول فيه مقدمة وساقة فكان تكييف ذلك عجيبا، واقتحمناه في دائرة الحفظ وسرادق العناية على جناح التسهيل، والألطاف الخفية مشاهدة ممن عليه الاعتماد والتعويل.
وسرنا على طريق وادى ابى المواهب والمدد المتوالى، سيدى محمد بن عبد الله رحمه الله في وروده لمراكش من سجلماسة، فحصلنا والحمد لله على فائدتين: سهولة الطريق، وزيارة الولى المذكور وقضينا منها حقا متعينا، ونلنا من بركته قسطا وافرا وسرا بينا.
وسرنا وبنود العز برياح الإسعاد خافقة. وألسن القلوب والجوارح بالحمدلة والشكر ناطقة. إلى حضرتنا الشريفة المراكشية. ذات الحلل البهية المزركشة الموشية. ويوم تاريخه خيمنا برأس العين من بلاد الرحامنة، ومنها وجهنا لكم هذا ومنها نخيم بزاوية سيدى عبد الله بن ساسى نفعنا الله به.
وبعدها نحل حمراء مراكش بحول الله في يوم الأربعاء أو الخميس الذى بعد تاريخه بيومين حلول سلامة وظفر وتحصيل، ونرد منهلها العذب السلسبيل فلله الحمد في البداية والتمام، وله مزيد الشكر في الافتتاح والاختتام.
وأعلمناكم لتكونوا على بصيرة من الواقع ومن جميع ما كان، وتعرفوا حقيقته بمزيد إيضاح وبيان، ولتفرحوا بما يسره الله من فتوحاته المزيدة ومواهبه المديدة، لأن هذه جملة خبرية عن ذلك المبتدا. وخاتمة عقد ذاك الابتدا، والله أسال أن يجعل ما ارتكبناه في ذلك كله عائدا بصلاح الأمة والرعية. جاريا من رضا الله وطاعته على الطريق المرعية. آمين والسلام في ٨ جمادى الثانية عام ١٣١١".