الآخذون عنه: منهم أبو عبد الله محمد فتحا بن محمد بن سميه بن عبد الرحمن بصرى صاحب الثبت الموسوم بإتحاف أهل الهداية والتوفيق، وناهيك به.
وفاته: توفى أواخر صفر سنة سبع وثمانين ومائة وألف ببلده مكناس.
[٥٣٧ - الغزوانى بن الشيخ الإمام عبد الله محمد بن أبى بكر الدلائى.]
حاله: نشأ في حجر والده بالزاوية الدلائية نشأة حسنة، وكان من الأعلام العالمين، المهرة الكاملين، له اليد الطولى في التفسير والحديث، والقدم الراسخ في مقام الإحسان، وليا صالحا، زاهدا ورعا ناصحا، ناسكا فالحا؛ ذا مروءة ودين متين، محبا في الصالحين، مكرما لهم، عاملا بعلمه، ملازما للفقراء والمريدين، قائما بمداولة أورادهم صاحبا ومساء، دءوبا على الوقوف على إطعام الطعام لهم ولغيرهم من الواردين على زاويتهم البكرية، أذنه في القيام على ذلك والده، وبقى ذلك بيده قائما به أحسن قيام بعد أن نقل الله والده إليه لم يتقدم عليه فيه غيره من إخوته، ولما رحل من الزاوية البكرية عند الحادثة العظمى ازداد زهدا في الدنيا الفانية، وفرارا من أهلها، واشتغل بإصلاح نفسه أكثر مما كان، واستقر بمكناسة الزيتون إلى أن توفى مطعونا ونقل لفاس وبها دفن في مقبرة أسلافه بها، وقد أوثرت عنه كرامات وخوارق عادات.
مشيخته: أخذ عن والده ولازمه واستفاد منه علوما شتى ترجمه في النشر وفى التقاط الدرر وفى البدور الضاوية، وأشار إليه صاحب حدائق الأزهار الندية عند تعرضه لأولاد سيدى محمد بن أبى بكر الدلائى فقال:
والسابع الموفق الربانى ... شيخ الطريق العارف الغزوانى
كان إماما عالما وعاملا ... يعد في أهل الطريق كاملا
قد وطن النفس على المجاهدة ... فآل حاله إلى المشاهدة
٥٣٧ - من مصادر ترجمته: التقاط الدرر - ص ٢٢٠، نشر المثانى في الموسوعة ٤/ ١٦٥٢.