للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زينته وأراد أن يركب فرسًا لم يركب قط ورديا في لونه وحضر من حضر من أصحابه فنهاه عن ركوبه قائلا له: إنه فرخ شرير لم يركب قط وما تعلم ما يصدر منه فأبى، وقال ما عسى أن يصدر منه! كم ركبت من فرس جموح فغلبته وأذعن تحتى، وأمر به فأسرج وركبه داخل الرياض فما استوى على ظهره حتَّى شرد به وجمح فمر به على عود من ليمونة به أثر قطع الحديد محرفا فدخل العود في عنقه ما بين الودج والترقوة من الظهر فتركه معلقا به وزاد الفرس في جموحه وشروده، وكان أمر الله قدرا مقدورا، وأنشأ الشعراء في موته على الحالة المذكورة قطعًا وقصائد مضمنها أن عود الليمون غار عليه فقبضه ولم يفلته وقد رمز لوفاته صاحب الدر السنى بقوله (فشب) ١٠٨٢ من قصيدة فقال:

وأما الرشيد بن الشريف إمامهم ... (فشب) له نصر بملك مكمل

١٠٨٢

[١٤١ - راشد بن منصة الأوربى خديم آل بين الرسول المخلص مولى الإمام الأكبر رحمه الله ورضى عنه.]

حاله: صرح غير واحد من ثقات المؤرخين ومحققيهم بأنه كان له إلمام بالعلوم ومعرفة تامة بالسياسة والأخبار وأيام العرب ووقائعها والفروسية والرماية ومكايد الحرب، ذا قوة وحزم ونجدة وإقدام ودهاء ونباهة ودين متين، وثبات ورسوخ وأمانة، وصلاح وورع وزهد وتقى وإخلاص حب ونصيحة في آل بيت الرسول، يوالى بموالاتهم ويعادى بمعاداتهم، وكفاه فخرا وشرفا أنَّه من أهل القرون الثلاثة المشهود لهم بالفضل على لسان من لا ينطق عن الهوى، وما أبداه من صدق الولاء والقيام بسائر الشئون والخدمات اللازمة لجناب بضعة الرسول الغضة الطرية شمس اليمن والفلاح المشرقة بالديار المغربية، مولانا إدريس بن عبد الله الكامل، وبذل نفسه النفيسة ابتغاء مرضاته، خرج معه خديما ودليلا وحارسا

<<  <  ج: ص:  >  >>