وفى آخر شوال رجع صاحب مراكش لمقره محل مأموريته، وذلك بعد تنظيم أمور الدولة وإصلاح ما كان اختل من الشئون.
وفى العام وقعت حرب شعواء بين آيت يدراسن وجروان أعان فيها الودايا جروانا حتى انتصروا على آيت يدراسن بوطا النخيلة من سايس.
وفى يوم الاثنين موفى واحد وعشرين من ذى القعدة قدم حجاج بيت الله الحرام وفى معيتهم رسول أمير مكة بكسوة البيت العتيق، فسر المترجم بها وابتهج، ووجه بها للضريح الإدريسى، وأكرم الرسول بألف مثقال.
وفى صفر كانت منيته على ما سنذكره في محله.
هذا ملخص ما ذكره في ترجمة هذا الأمير الزيانى في كتبه، والضعيف في تاريخه، وابن إبراهيم في تقاييده، وصاحب نشر المثانى، وابن الخياط القادرى، وابن الحاج في دره، وصاحبا الاستقصا والجيش العرمرم، مع مزيد تحرير وضبط وإتقان، إذ تضاربت كثيرا أنقالهم واضطربت أقوالهم وتناقض كلام الكثير منهم.
هذا ولا ريب أن سنة الله في الدول منذ نشأة العالم جرت بتطورها أطواراً طور الشباب فطور الكهولة فطور الشيخوخة فطور الهرم فالموت.
وقد قسم ابن خلدون عمر الدولة أطوارا:
١ - طور الظفر بالبغية والاستيلاء على الملك وانتزاعه من الدولة السابقة.
٢ - استبداد صاحب الدولة الظافرة على قومه وأهل عصبيته والاستيثار بالملك دونهم.
٣ - طور الفراغ والدعة.
٤ - المسالمة والاقتناع بما حصل.
٥ - الإسراف والتبذير وهو آخر الأطوار وينتهى بالانقراض.