عن القدوم عليه لمراكش، فعند ذلك دخل العبيد رعب فاستجاروا بالمولى الطيب المذكور ووجه لوالده صاحب الترجمة بنحو ألفى مثقال، وولى على العبيد سعيد ابن العياشى.
ثم نهض لجبال الأخماس حيث مقام أبى الصخور، فألقى عليه القبض ثم بدا له فقتله وأراح الرعية من فتنته، وكان قتله إياه بسبت رهونة من لكس، ثم صعد لقنة جبل سكنا، ثم سار لشفشاون وقطع أشجارها عقوبة لأهلها على ما ارتكبوه مع العامل المولى عليهم، ثم بعث العياشى المذكور عاملا على القصر مع ولده سعيد.
ثم نهض وسار نحو سبتة، ثم ارتحل ونزل بتطاوين فخرج لاستقباله أعيان البلد مع عاملهم الوقاش للتهنئة بسلامة القدوم وقدموا إليه هديتهم طبق المألوف، فطالبهم بمستفاد المرسى الذى ترتب في ذممهم فأجابوه بأنهم كانوا اشتروها من والده بثلاثين قنطارا مسانهة، فنزعها من أيديهم وقال لهم: أنا أولى بشرائها من والدى، ونؤدى له مائة قنطار كل سنة.
وألقى القبض على الوقاش ووجه به لمراكش سجينا، بعد أن هدده بالقتل لسيره في عمالته على غير الطريقة المثلى، وولى مكانه عبد الله بن زاكور المذكور، وقيل: عفا عنه فسرحه وأقره، ثم سار إلى طنجة ومنها للعرائش.
ثم كتب لوالده يعلمه بما جرى، وأنه حاز المرسى، فأجابه قائلا: هل أنا محجور لك؟ تلك المرسى أتقوت منها، واغتاظ غيظا شديدا حتى قال: اللهم سلط عليه من ذريته من ينزع له ما بيده.
وفى يوم الثلاثاء ثالث شوال ذهب أهل فاس إلى صاحب الترجمة ليقدموا إليه مراسم التهنئة بغرة عيد الفطر وفق المألوف، فسر بمقدمهم وأعطاهم أربعة آلاف مثقال صلة.