وفى يوم الجمعة السادس من جمادى الأولى بعث المترجم لأهل فاس بستة مدافع صغار، فاعترضهم الودايا وأخذوهم، فاجتمع رأى أهل فاس على سد باب محروق فسدوه من الغد الذى هو يوم السبت، وأعلنوا النداء بأنهم مسالمون جميع من يوالى المترجم من سائر القبائل، ومحاربون لكل من يعاديه.
وفى يوم الثلاثاء المتصل استقبلهم المترجم واستسمحهم فيما كان صدر منه لهم وأثنى عليهم.
وفى منتصف رمضان نهض الخليفة صاحب مراكش من محل مأموريته، يريد النظر في أمر الثغور، وحسم مادة فتن الوقاش عامل تطاوين، الذى رام الوثوب على الملك وقطع دابر الفتان أبى الصخور الأفاك الذى كان يستغوى قبائل الأخماس بما يدعيه لنفسه من الصلاح، ويوهمهم بأنه صاحب الوقت ويحثهم على قتال صاحب مراكش، ومحاصرة سبتة وتأديب أهل شفشاون المحاصرين للقائد العياشى المشار إليه آنفا.
ولما وصل بلاد الشاوية قاموا في وجهه وقاتلوه إلى أن انهزم لدكالة، ثم استعد لقتالهم ورجع إليهم بجنود ذات قوة وبأس شديد، وتولى مقاتلتهم بنفسه حتى أباد رءوسهم وبدد جموعهم الفاسدة وأذعنوا وهم صاغرون. وسار إلى مدينة سَلاَ، وأمر بقطع الأعواد من غابة المعمورة وإنشاء السفن، وأصدر أوامره للباشا الزيانى بالوفود عليه بإخوانه العبيد للقصر، وسار إلى أن وصل القصر.
ولما خيم به وفد عليه المولى الطيب الشريف الوزانى، ثم وفد عليه الباشا الزيانى في جند العبيد، ولما مثل بين يديه قال له: أنت سلطان العبيد وأنا سلطان الأحرار، وقد كانت بندقة الخليفة بيده فأطلق في الباشا رصاصة صادفته بين عينيه فخر ميتا من حينه، وذلك بوادى امكرول تحت بلد بنى كرفط، وأعطى فرسه وسلاحه لابن زاكور التطوانى، ثم قتل يوسف السلاح، وذلك لتأخيرهما العبيد