وضربوا الأخبية، وحصن الرئيس سالم المراكب السلطانية التي كانت تريد السفر للخارج أمام منار حسان واستمر الأمر على ذلك ثلاثة أيام، ولما لم يحصل الأسطول الفرنسى على طائل أقلع ورجع من حيث أتى.
وفيه أسس صاحب الترجمة ثغر الصويرة، فتوجه لذلك بنفسه بعد فراغه من عرس ابنه مولاى على وأخته، حتى اختطها على الهيئة التي يريد، وترك العملة بها على ما يأتى إن شاء الله في آثاره.
وفى العام أوقع ببرابر مرموشة بملوية، وفى صبيحة يوم عيد النحر وقع بمراكش حريق هائل هلكت فيه الأنفس والمتاع، وخربت الدور ولم يستطع أهل البلد حيلة لإطفائه ولا اهتدوا سبيلا، امتدت تلك النيران الموقدة من جامع الفناء إلى خارج باب الخميس أحد أبواب المدينة المذكورة، وكان المتسببون في ذلك المتعاطون لشرب الدخان من أصحاب القائد حسابن، ولذلك عاقبه المترجم بالسجن والعزل، وولى مكانه ولد ابن ساسى المراكشى.
وفى عام تسعة وسبعين ومائة وألف هجم أسطول فرنسى على العرائش فخربها وهدم مسجدها ودورها بما ألقى عليها من المقذوفات المدمرة، وفى اليوم الثانى من هجومه نزل من عساكر أسطوله ألف واقتحموا الوادى في خمسة عشر قاربا، وكانت للمراكب المغربية رياسة هناك فحرقوا السفينة التي غنمت منهم وكسروا أخرى كانت بجانبها ثم رجعوا فوجدوا القائد الحبيب الحمادى المالكى الغرباوى قطع خط الرجعة عليهم وأخذ بمخنقهم على فم الوادى، فأسر منهم أحدهما عشر قاربا بما فيها، ونجا أربعة وأرسل من أسر منهم إلى المترجم لعاصمة الجنوب مراكش الحمراء، ولم يزالوا عنده إلى أن فدتهم دولتهم ووقع الصلح في السنة بعدها، وهى معاهدة عام ثمانين ومائة وألف الموافقة ثامن وعشرى ماى سنة سبع وستين وسبعمائة وألف وستذكر نصوصها.