قال أبو محمد عبد السلام نجل صاحب الترجمة في درة السلوك: وبعد هذه الواقعة احتفل طاغية الإصبان والفرنصيص بهدايا لم يعهد مثلها -وسيأتى ذكرها في بابه- وقدمت رسلهم لمراكش لطلب الصلح والمهادنة.
وفيها توجه الكاتب السيد أحمد الغزال الفاسى سفيرًا لبلاد الإصبان، والرئيس على مرسيل الرباطى سفيرا لفرنسا، والفقيهان الطاهر بنانى الرباطى والطاهر بن عبد السلام السلوى سفيرين للسلطان مصطفى العثمانى على ما يأتى من التفصيل والبيان.
وفيها خرج السلطان لقبائل الريف، ومر على تطوان وغمارة، فدوخ تلك القبائل إلى كبدانة، ورجع على طريق تازا.
وفى هذه السنة عقد المترجم لنجله أبى الحسن على على ولاية المغرب ووجهه لفاس الجديد.
وفى عام ثمانين ومائة وألف حل المترجم بمكناس، وألقى القبض به على عبد الصادق الريفى، ومائة من أهل الريف، وأودعهم سجون مكناسة، ونهض لطنجة فاستولى على أموال عبد الصادق المذكور وسائر أمتعته، وغرب أهل عصبيته من طنجة إلى المهدية، وكان عددهم ألفا وخمسمائة، وولى عليهم محمد ابن عبد الملك، وأنزل بطنجة من العبيد ألفا وخمسمائة.
وفى هذه السنة بعث السلطان المترجم الرئيس عبد الكريم راغون التطوانى سفيرًا للسلطان مصطفى العثماني بهدية تقابل الهدية الحربية التي كافأ بها سفارة بنانى وابن عبد السلام المتقدمة.
وفى عام واحد وثمانين ومائة وألف، كانت وقعة عمر كلخ رجل من أولاد المرابط الشيخ رحال معه ضرب من السحر أضل به الناس، وقال لهم: أدخلكم