الفقيه العالم الأمجد الأسعد، سيدنا ومولانا محمد، على عامله وأمينه بثغر السويرة وهو الحاج عبد الكريم ابن الحاج أحمد الرزينى التطاونى وكافة من بها من المسلمين.
اجتمع أعيان البلد من الشرفاء والعلماء والتجار وكافة الجيش السعيد الذى بها وقرئ عليهم الكتاب الشريف معلما بذلك وباجتماع أهل الحل والعقد على بيعة نجله المذكور، وسليله المنصور، فتأسف جميعهم لما حل بالمسلمين من المصيبة العظيمة واستبشروا لبيعة نجله الميمونة، التي هى بكل خير كفيلة مضمونة، وأشهد إذ ذاك القائد المذكور وأعيان البلد المذكورون وشرفاؤها وعلماؤها وجيشها الذى بها وجميع كبراء أهلها أنهم بايعوا أمير المؤمنين المؤيد، سيدنا ومولانا محمد، على السمع والطاعة، وتلقين أوامره بالقبول والرضا، وأحكامه بالنفوذ والإمضا، جهد الاستطاعة، موافقة لجميع المسلمين، ودخولا في زمرة المؤمنين، وعملا يقول الله عز وجل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ...}[النساء: ٥٩]، وفرارا من الخروج عن كلمة جماعة المسلمين لما ورد أن جماعتهم لا يخالفها إلا شيطان بيعة تامة، ألزموا أنفسهم أداء واجبها في أموالهم وأبدانهم، ودعوا لجنابه بالظفر والفتح المبين، والظهور والنصر المستبين، عرفوا قدره، شهد به عليهم وهم بحال صحة وطوع وجوار وعرفهم، وفى خامس عشرى صفر الخير سنة ستة وسبعين بموحدة بعد السين ومائتين وألف".
[بعض ما قام به من الأعمال ذات البال بعد جلوسه على العرش]
غير خاف ما كان له من الاهتمام بمصالح الرعية، وأنه كان ناظرا إليها في مصالح دينها ودنياها عامها وخاصها، حريصا على إيصال كل خير إليها، مناضلا