للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومدافعا لكل من يروم اغتصاب شئ من حقوقها على قدر الإمكان، ولننبه من ذلك على نقط تكون أنموذجا لغيرها:

فمن اهتمامه بمصالحها في أمور دينها ما أصدره لنائبه وخديمه أبى عبد الله بركاش ونصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع الكريم:

"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

وبعد: فقد تساهل الناس خصوصا الأغنياء وأهل الوجاهة في أمر الأحباس حتى صاروا يتوصلون إلى ما أرادوه منها بأى وجه أمكنهم، ويجعلون ذلك في صورة المعاوضة، وصار النظار والقضاة يعتبرونهم فلا يردون لهم حاجة، حتى انتقل بذلك كثير من الأحباس.

فبلغ لمولانا المقدس بالله ذلك فأمر الولاة خصوصا القضاة الذين لهم دخل في هذا الأمر بعدم معاوضتها رأسا، وتقرر هذا الأمر بمراكشة وفاس فلا يوجد أحد يعاوض شيئا منها، وحتى إن تعينت المصلحة فيها فلابد من رفع أمرها لسيادته لينظر فيها بما اقتضاه نظره، ولما ولانا الله سبحانه هذا الأمر اقتفينا أثره في ذلك وسددنا الأبواب في وجوه طلابها، على أن هذه المعاوضة إنما قال من قال بها من العلماء على شروط، وأين هى تلك الشروط! وما تقرر بهذه المدن أردنا أن يتقرر بذلك الثغر السعيد وها نحن أمرنا القاضى هناك وأكدنا عليه في عدم الموافقة على المعاوضة رأسا، كما أمرنا وصيفنا القائد محمد بن عبد الكريم الجبورى بأن لا يساعد أحدا عليها بوجه، وأعلمناك لتكون على بصيرة، وقد توعدنا القاضى والعامل على ذلك والسلام ٤ من صفر عام ١٢٧٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>