للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على وأكرمه الموحدون وأحسنوا إليه، وكتب له عبد المؤمن صكًا بتسويغ ماله ومال أبيه وأقام معهم يظعن لظعنهم ويقيم بإقامتهم مبرورا لديهم عزيزا عليهم، وكانوا يلحظون من يمت إليهم بسابقية مفخرة، فلما نزلوا مكناسة ظهر عبد الله بن زغبوش المذكور بمحلتهم، واتصل ذلك بالوالى من قبل المرابطين وهو يدر المذكور ففعل بوالده وقرابته ما ذكر، وكان فتح الموحدين لفاس ونزولهم على مكناس عام أربعين وخمسمائة.

١٨٢ - محمد بن عبدون بن قاسم الخزرجى نسبة المكناسى دارًا ووفاة.

حاله: إمام جليل فقيه علامة فاضل شاعر مجيد نادرة نابغة أديب شهير، أستاذ مقرئ، كاتب بارع ذكره صاحب "الذخيرة السنية، في تاريخ الدولة المرينية" ممن توفى في قعدة عام تسعة وخمسين وستمائة بمكناسة، ووصفه بأديب وقته، وشاعر عصره، دخل مدينة فاس وكان شاعر العدوة.

شعره: من ذلك قوله:

إن تفتخر فاس بما في طيها ... وبأنها في زيها حسناء

بكفيك من مكناسة أرجاؤها ... والأطيبان هواؤها والماء

وقوله في مصباح:

تلالا مصباحنا فاكتسى ... بهيم الدجى من سناه نحول

كأن الذبالة نوارة ... ومن حولها الدهن ماء يجول

إذا رويت نعمت نضرة ... وإن ظمئت أخذت في الذبول


١٨٢ - من مصادر ترجمته: جذوة الاقتباس ١/ ٢٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>