عنه منها يفرق على العزائب (الهوائر) والغيض في نحو خمس وثلاثين قبيلة بقصد حفظها وصيانتها، ومن أتلف شيئًا منها فعليه غرمه وتكون سائر البغال المخزنية موسومة بميسم خاص.
وقائد الجمالين وله خليفة وأعوان، ووظيفه النظر في الجمال المخزنية المعدة لحمل تموين المحلة وأثقالها وتوزيعها على من جرت العادة بصيانته لها عند عدم الاحتياج إليها، وكانت هذه الجمال تعد بالألوف أيضًا موسومة بالميسم الخاص بوسم دواب الحضرة السلطانية.
[ركوب السلطان للألعاب الرياضية على الخيل بنفسه]
كان إذا رام تلك الرياضة أصدر أوامره بانتخاب الفرسان الماهرين العارفين بركوب الخيل وإعلامهم بالتهيؤ للعب على الخيل في وقت يعين لهم فتجتمع خيول حناطى الداخليين والبرانيين المتقدم ذكرهم وخيول العسكر والقبائل، وذلك داخل المشور (محل متسع مستو من مرافق القصور السلطانية) ويرتبون صفوفا صفا خلف صف تحت رياسة قائد المشور، ويأتى كل لابسا لبزته الرسمية السارة للناظرين، فإذا تم الترتيب يخرج السلطان ممتطيا ظهر جواده، وبمجرد ما يلوح سنا بدر محياه المشرق من باب القصر المولوى تصدح الموسيقى بألحانها العربية إلى أن يصل إلى أول تلك الصفوف، فيتناول مكحلته من يد الحاجب ويبقى من يكون في صفه من الفرسان الماهرين في المسابقة من قواد الحناطى وأفراد الحاشية، ثم يفتتح المسابقة وبمجرد ما يطلق عمارة مكحلته يتناولها الحاجب من يده ليمسحها ويعمرها، ثم تقتفى أثره في المسابقة تلك الصفوف صفا بعد صف وكل من قضى نوبته يرجع لمركزه وليس لأحد كائنا من كان أن يتعداه، ولا أن يحيد عنه إلا السلطان، وكلما سابق حيته المدافع من الأبراج بأربع طلقات والموسيقى وهكذا إلى انتهاء اللعب.