للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونعهد إلى القبطان المذكور، أن يكون حازما ضابطًا متعهداً لأحوال البحريين غير غافل عن شيء من الأمور، وأن يؤسس على الجد مسائله، ويشد في هذا الوظيف الجهادى عراه ووسائله، وربنا تعالى يقضى لنا وله بالسعادة، ويبلغنا وإياه من هذه القربة العظيمة مرادنا ومراده، ويبقى جيوش الإسلام متوافرة، وعلى عدو الله ورسوله متعاضدة ومتظافرة، بمنه آمين صدر منا الأمر بكتبه بحاضرة فاس حرسها الله وحاطها في ثانى ربيع الثانى عام تسعة وسبعين ومائة وألف".

[علائقه السياسية]

[مع فرنسا]

قال نجل المترجم أبو محمد عبد السلام في درة السلوك بعد ذكره واقعة العرائش مع الأسطول الفرنسى سنة ١١٧٩: وبعد هذه الواقعة احتفل طاغية الإصبان والفرنسيس بهدايا لم يعهد مثلها مشتملة على جواهر وأصناف الديباج، وأوانى الصين مذهبة، وقباب مطبقة داخلا وخارجا بالحرير الأحمر والأخضر، قد أحكمت خياطتها بصفائح مذهبة عجيبة الشكل والإتقان، وقدمت رسلهم لمدينة مراكش بهداياهم، وكان يوم دخولهم إلى الحضرة يوما مشهودًا فأجابهم أيده الله إلى ما طلبوه من عقد الصلح والمهادنة بعد ما بذلوا عدة وافرة من الأموال وأصنافا من اليواقيت واللآلئ انتهى.

وبالفعل وجه المترجم خديمه عليا مرسيل لفرنسا لتقرير الصلح وقبض مال الأسرى وشراء الإقامة، كما وجه لإصبانيا كاتبه الغزال على ما يأتي.

وإليك نص عقد الصلح الواقع بينه وبين سلطان فرنسا إذ ذاك لويز الخامس عشر بحروفه:

الحمد لله؛ هذا ما صالح عليه سيدنا ومولانا الإمام، المظفر الهمام، السلطان الأعظم الأمجد، المعظم سيدنا ومولانا محمد، ووضع نصره الله بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>