لا زال ضريحه مزارة مقصودة للتبرك إلى الحين الحالي موقعه قرب باب البرادعيين من هذه الحضرة المولوية المكناسية، وقد غابت عنى وفاته بعد مزيد البحث والتنقير، بيد أنى وقفت على عقد صداق لبعض عقبه مرفوع فيه نسبه إلى المترجم بتاريخ أحد عشر ربيع الثاني عام سبعة عشر ومائتين وألف، صاحب الترجمة هو الجد الحادى عشر له، وفي ذلك دلالة على تقادم عصره.
٣٦٢ - المفضل بن أحمد الفلوسى الزرهونى الوربى الأصل المكناسى النشأة والدار.
حاله: من صدور أعلام الدولة الإسماعلية، ودولة ولده مولاى عبد الله، وحفيده سيدي محمَّد رحم الله الجميع.
فقيه عالم، أصبح علمه واضح المشاعر والمعالم، خاتمة المحققين، وأوحد النقاد المحررين المدققين، منع وأجاز، وتصرف في الحقيقة والمجاز، وجاز إلى بيوت الدراية على أوثق مجاز، حتى تصرف في طرفى الإسهاب والإيجاز، ووعد العقول بسحر بيانه فاختار الإنجاز، وكان من العدول المبرزين، والقادات المميزين، في طبقة أبي القاسم العميرى، والطالب بوعنان وغيرهما من أماثل الجهابذ وكان يتعاطى خطبة الإشهاد بالأحباس وغيرها بتاريخ خمسين وواحد وخمسين واثنين وخمسين بعد مائة وألف حسبما وقفت على عقود بإشهاده في الأزمنة المذكورة.
مؤلفاته: منها شرح على همزية البوصيرى سماه الفوائد الفكرية ومن فوائده فيه لدى قول المتن:
والأقاويل عندهم كالتماثيـ ... ـل فلا يوهمنك الخطباء
ما نصه: وقال آخر يعني من العلماء ما من شيء إلا يمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله تعالى حتى إن عمره - صلى الله عليه وسلم - كان ثلاثًا وستين استنبط من آخر