بناءاته: قد أتينا على ماله من المآثر بالعاصمة المكناسية عند تعرضنا لما للملوك فيها من الآثار، وقد أنفق في ذلك أموالًا كثيرة حسبما يدل لذلك كناش قوس مكناس المحفوظ بخزانتنا، كما قدمنا قريبا ذكر ما شيد وجدد من الأبراج والحصون بثغرى طنجة والرباط، ومن آثاره أيضًا بالرباط بناؤه مرساها وتجديد ديوانتيها والزيادة في رصيفها قبل إصلاحها الحادث بعد، وكذلك بنى قصبة الحاجب بحبوحة برابرة بنى مطير وقصبة تيزنيت، ومن تأسيساته باب قبيبة السمن كما يدل لذلك ما هو مكتوب باعلى الباب المذكور في نقش زليج أسود بخط بارع ولفظه:
باب السعادة أشرقت أنوارها ... لما ارتقت أوج العلا أسوارها
أضحى على الفتح المبين بناؤها ... فلذاك جلت جملة أخطارها
قامت بسعد مليكنا الحسن الرضى ... فعلا به فوق السهى مقدارها
لازال نصر الله منها داخلا ... لجناب من عزت به أنصارها
والعز والتمكين يغشاه بها ... حتَّى تتم لنفسه أوطارها
ما قال سعد تمامها تاريخها ... "كملت مبان بابها آثارها"
[ما خلفه من الأولاد رحمه الله]
مولانا محمد -فتحا- الخليفة بمراكش سابقا، وهو أكبر المذكور وشقيقاه مولاى زين العابدين الخليفة السلطانى بتزنيت حينه، ولال أمينة أمهم الشريفة المصونة مولاتنا زينب بنت العلامة مولاى العباس بن عبد الرحمن بن هشام.