والسبب أن الحاجب خليفة بن إبراهيم ابن رقاصة اليهودى زاحمه في حجابة أبى الربيع، وكان المترجم لا يفصل شيئا إلا عن إذن خليفة ومشورته، ثم إن خليفة ابن رقاصة اليهودى افتعل براءة مزورة ونسبها إلى جارية من جوارى السلطان تعلم فيها المترجم أنها تحبه، وأعطاها له اليهودى معنونة عند انصرافه إلى داره، وأمره أن يجعلها في جيبه، وأن لا يقرأها إلا بعد وصوله لداره ففعل، فعندما جعلها في جيبه قال لأبى الربيع خبرها فامتعض أبو الربيع لذلك، وأمر عنصال قائد النصارى بقتل ابن أبى مدين فقتله عند قبر أبى بكر بن العربى.
ثم فحص أبو الربيع عن الحكاية فوجدها مزورة، وأحضر كاتبها بين يدى السلطان وأخبره أن اليهودى أمره بكتب الرسالة عن إذن الجارية وذلك من غير أن يعلم الكاتب أن الجارية لأبى الربيع، وإنما قال له: إنها من أهل الزنى، وأنها تحب الاجتماع معه، فطلبت من اليهودى أن يكتب لها ذلك الكتاب عن إذنها فطلب اليهودى منه كتب ذلك، فكتبه خوفا من سطوته ومكانته عند الأمير، فأمره الأمير إذ ذاك أن يكتب بيده وهو ينظر ليزداد يقينا ففعل، وقوبل الخط بالخط والأمير ينظر فوجد الخط واحدًا، وتيقن السلطان اختلاق اليهودى وبهته، فاشتد غيظه عليه وعظم النكير عليه، وصعب عليه ما فعل، وندم حيث لا ينفع الندم، وأمر بقتل اليهودى اللعين فقتل من يومه، بعد أن كان هذا اليهودى بلغ في الحجابة غاية يقصر عنها الوصف، أورد ترجمته ابن الأحمر في تأليفه في بيوتات أهل فاس.
الآخذون عنه: منهم ذو الوزارتين الحافظ أبو المكارم منديل الكنانى.
٣٩٣ - عبد الله بن الحسن اللخمى عرف بابن الأصفر.
حاله: وصفه تلميذه الإمام أبو عبد الله محمد بن جابر الغسانى في شرحه على منظومة التلمسانى في الفرائض: بالشيخ الفقيه الأعدل، وذكر عنه أنه توجه إلى السلطان أبى العباس المرينى في طلب حسبة مكناسة، فعسر عليه أمرها فنظم: