للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ارتحل لمدينة فاس واستوطنها، وتعلق بالحاجب الكاتب صاحب العلامة محمد بن محمد الكنانى حاجب يعقوب بن عبد الحق المرينى ورسوله في أسفاره وكاتب علامته، فاختصه الحاجب الكنانى لنفسه يعلم أولاده مع أولاده الوزير عمر ابن الوزير السعود بن خرباش الحشمى، فلما علم أولاد الحاجب الكنانى القرآن وكان من أولاده الفقيه العالم الحافظ ذو الوزارتين أبو المكارم منديل بن الحاجب الكنانى، طلب عبد الله بن أبى مدين من الحاجب المذكور أن يدينه من الخدمة بدار السلطان يعقوب بن عبد الحق، فقدمه يكتب علف الخيل وجعل له على ذلك مرتب تلك الخطة وهو ثلاثون دينارا فضية في كل شهر.

ثم طلب منه بعد ذلك بمدة أن يرقيه، فقدمه يكتب البطائق بحضرة يعقوب ابن عبد الحق فكتبها مدة إلى أن مات الحاجب الكنانى، وولى مكانه أخوه سعيد ابن محمد أبو الطيب، ثم مات أبو الطيب فولى مكانه محمد المدعو حمو بن أبى الطيب، فتخلف وخرج عن خطة الكتابة وأخذ في الفروسية والصيد وضيع الخدمة السلطانية، ولزم ابن أبى مدين القعود في مشور السلطان يكتب الصكوك من أول النهار إلى آخره، فشكر له السلطان ذلك ثم زاحم به السلطان حمو الكنانى، وأطلق يديه على العلامة إلى أن عزله عنها وثبت المترجم فيها -وبقى الكنانى إلى أن أدرك على بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق وقتل في خدمته بالقيروان في عام خمسة وسبعمائة- فامتاز ابن أبى مدين بالعلامة عند يعقوب بعد أن شاركه فيها إدريس المخزومى، ويحيى المليانى، ومحمد العمرانى.

ثم تخلصت له العلامة والحجابة وتدبير الدولة مدة دولة يعقوب، ودولة ولده يوسف, ودولة عامر بن عبد الله بن يوسف، ودولة أخيه أبى الربيع سليمان، وأبو الربيع هو الذى قتله.

<<  <  ج: ص:  >  >>