للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرشيد لتازا حادى عشر رجب، ورجع في شوال ففزع الرئيس العكين عن مكناسة، ثم خرج السلطان لبنى زروال ثانى يوم النحر فأخذهم وبعث رئيسهم الشريف إلى فاس ثانى محرم عام ثمانية وسبعين، ثم نزل على تطاوين فأخذ رئيسها في صفر وأتى به فسجنه مع جماعته ورجع أوائل ربيع الأول (١).

قال: ومن حوادث ثمان وسبعين خرج مولاى رشيد لحركة الزاوية الدلائية ضحوة الخميس الثانى عشر من ذى الحجة، وولى بفاس العلامة سيدى محمد بن أحمد الفاسى زوال يوم السبت من ربيع الثانى (٢).

قال: ومن حوادث سنة تسع وسبعين أخذ الزاوية الدلائية، قال الشيخ أبو على اليوسى في محاضراته: كان الرئيس أبو عبد الله الحاج بن محمد بن أبي بكر قد ملك المغرب سنين عديدة، واتسع هو وأولاده وإخوته وبنو عمه في الدنيا، فلما قام الشريف السلطان رشيد بن الشريف ولقى جيوشهم ببطن الرمان فهزمهم، وذلك أوائل المحرم فاتح سنة ست وتسعين وألف، فدخلنا عليه، وكان لم يحضر في المعركة من عجزه لكبر سنه فإذا بالفلّ يدخلون فدخل عليه أولاده وإخوته وأظهروا جزعا شديدا وضيقا عظيما فلما رأى منهم ذلك، قال لهم: ما هذا! إن قال لكم حسبكم فحسبكم، يريد الله تعالى. وهذا كلام عجيب وإليه يساق الحديث، والمعنى: إن قال لكم تعالى حسبكم من الدنيا فكفوا راضين مسلمين (٣) هـ.

قال: والإشارة بهذا إلى أن الله تعالى وضع لعباده في الدنيا مائدة وجعلها بينهم دولًا، {... وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ... (١٤٠)} [سورة آل عمران: ١٤٠]، فكل من جلس على هذه المائدة وتناول منها ما قسم له فلابد


(١) نشر المثانى ٤/ ١٥٤٦ في موسوعة أعلام المغرب.
(٢) نشر المثانى في موسوعة أعلام المغرب ٤/ ١٥٥٢.
(٣) نشر المثانى في موسوعة أعلام المغرب ٤/ ١٥٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>