للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم شيئًا، فقدر الله تعالى ظهور مولاى الرشيد ودخوله فاسا الجديد في تلك الليلة، فالمائدة ما زالت بموضعها وطعامها وهم يسمعون الإعلان والصياح بنصر مولاى الرشيد في كل الجهات ففرج الله عنهم.

ربما تجزع النفوس لأمر ... وله فرجة كحل العقال (١)

فمنهم من لم يخرج إلا بعد أن كل من تلك المائدة زيادة في الفرح، ومنهم من حمل معه من ذلك الطعام وخرج مسرعا، ومنهم من بقى ثمة حتَّى دخل عليه السلطان مولاى الرشيد ومنهم البوعنانيون المذكورون فسر بهم وبقى يرعاهم (٢).

وهذا من أسباب تولية أحفادهم القضاء من قبل مولانا إسماعيل، لما يعلم فيهم من تقرر محبة الإمارة، وكأنه بحث عن أحوالهم، وممن كان حاضرا بهذه القضية سيدى محمد بن أحمد الشريف العراقى الحسنى (٣) سمعت هذه الحكاية من بعض أحفاده لبنته وهي شائعة عنه وعن غيره، ويذكرونها بزيادات لم أذكرها لأنى هذا الَّذي حققت منها، ولله الامر من قبل ومن بعد (٤).

قال: ومن حوادث سنة سبع وسبعين وألف رجوع السلطان مولاى الرشيد من الحركة أوائل ربيع الثانى، فكتبت له البيعة من فاس وقرئت بين يديه زوال يوم السبت الثامن عشر ربيع الأول، ثم خرج إلى مكناسة في ربيع الثانى بقصد آيت ولَّال من البربر فأخذهم، ورجع ثم نزل الرئيس محمد الحاج قرب وادى فاس بأبى مزُّورة (٥) فقاتل قتالا خفيفا ورجع نحو ثلاثة أيام، ثم خرج السلطان مولاى


(١) نشر المثانى في الموسوعة ٤/ ١٥٣٨.
(٢) نشر المثانى في الموسوعة ٤/ ١٥٣٨.
(٣) في نشر المثانى: "الحسينى".
(٤) نشر المثانى في الموسوعة ٤/ ١٥٣٨.
(٥) في المطبوع: "بأبى مرورة" والمثبت من المثانى الَّذي ينقل عنه المصنف. ومثله في الاستقصاص ٧/ ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>