وفاته: توفى بمكناسة الزيتون سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة على ما في الجذوة والدرة واللوح المشار له في جدار ضريحه، وقال الونشريسى في وفياته: عام واحد وثلاثين هـ، وإلى الرمز لوفاته أشار صاحب الإعلام بلفظ أظلا من قوله.
موت الرضا ابن حمد أظلا ... به الشجا علينا في (أظلا)
وضريحه مزارة شهيرة مقصودة للتبرك، مجربة لإجابة الدعاء خارج باب البرادعيين أحد أبواب الحضرة المكناسية.
٣٩٥ - عبد الله بن العريف.
حاله: فقيه عالم، عدل رضى، كان مجتهدا في طلب العلم، ورحل لفاس وأخذ عن الأستاذ أبى زيد الجادرى مقصورة شيخه أبى زيد المكودى شارح ألفية ابن مالك في النحو المتوفى بفاس عام واحد وثمانمائة، وموضوع هذه المقصورة مدح الجناب النبوى، وقد نكت ناظمها فيها على حازم وابن دريد حيث أخليا مقصورتيهما من مدح المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، الذى هو كنز كل ربح وغنى، وتحتوى هذه المقصورة على مائتى بيت نثنية وأربع وتسعين بيتا مطلعها:
أرقنى بارق نجد إذ سرى ... يومض ما بين فرادى وثنى
أهبنى إذ هب منه موهنا ... ما سد ما بين الثريا والثرى
فيا له من بارق ذكرنى ... من الهوى ما كنت عنه في غنى
أثار شوقا كان منى كامنا ... بين ضلوع طال ما بها ثوى
فكان قلبى المجتوى إذ هاجه ... كالزند إذ أوراه مور فورى
وسح سحب مقلتى فما بقى ... نوع من الدمع بها إلا همى
ما كنت أدرى قبل أن أنفدته ... أن البكا يمنعني من البكا