للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلذلك وقع هذا الاتفاق على بيعته، والدخول تحت طاعته والإذعان لكلمته والرمى على نبعته، وتمت له كلمة ربه الحسنى، بإدارك هذا المقام الأكبر الأجل الأسنى، واحتياز ميراث النبوة والملك المتخلف عن آبائه، الغائظ لأعدائه السار لأحبائه، فيا لها من بيعة تامة غاية التمام، جاءته عفوا على طرف الثمام، محبوكة على عادة أيمان البيعة وحدودها المحدودة، وشروطها المؤكدة في أقسامها المعدودة، ويا له من إمام، أسعد الله به جميع الأنام:

هذا الذى هبت نواسم حمده ... وأتت بعرف الروضة المعطار

هذا الذى طلعت شموس سعوده ... تغشى أشعتها قوى الإبصار

هذا إذا افترت مباسم بشره ... وهب النفوس وزاد في الأعمار

والله المسئول سبحانه أن يبارك لمولانا فيما وهبه، ويوضح في اتباع الحق وأفعال الخير مذهبه، ويجعل مفاتح جميع السعادات في يمينه، كما مسح في الأزل بيمينه المقدسة على جبينه، ويملكه مشارق الأرض ومغاربها، وبرها وبحرها وشاهدها وغائبها، ويجعل النصر والظفر مصاحبين لأعلامه، والفتح والقبول عن يمينه وشماله ومن خلفه ومن أمامه، ويقر بولايته المباركة عيون أهل ملة الإسلام، بجاه جده سيدنا ومولانا محمد عليه وعلى آله أزكى الصلاة والسلام، قال ذلك وكتبه شاهدا على الجموع المذكورة بما فيه به. شهادهم قوة وفعلا العبد الضعيف محمد بن أحمد أكنسوس لطف الله به" من خطه.

ونص بيعة الصويرة بعد البسملة والصلاة:

"لما استأثر الله بعبده إمام المسلمين مولانا عبد الرحمن بن هشام، نقله عن سرير الخلافة إلى جواره مع أسلافه البررة الكرام، قدس الله ضريحه، وأسكنه من الجنان فسيحه، وورد الإعلام بذلك من نجله الشريف، وخليفته العلم المنيف،

<<  <  ج: ص:  >  >>