آمن بها وأمن عليها وصدق، وغض بصره خاشعا من هيبتها وأطرق، وينادى أشهدوا فينى أشهدكم وأشهد الله، وأقول الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله.
ثم إنه لما استأثر الله سبحانه بمولانا أمير المؤمنين، وإمام المسلمين السلطان الهمام، المعتصم بالله مولانا عبد الرحمن بن مولانا هشام، ونقله من دار الإسلام إلى دار السلام، وآثره بجواره وقربه، ومهد له بساط الكرامة إلى جنبه، وأقدمه إلى مدخرات حسناته الجسام، وحوز له من جزيل المثوبات أوفر الأقسام، واختار له في مقر رحمته من جملة حزبه وأوليائه فريقا، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، كرم الله مثواه وأحسن مأواه، آمين.
ووالله ثم والله لولا أنه خلف فينا خلفا صالحا، واتجر لنا متجرا رابحا، لكان من فقده تضيق الأرض بما رحبت، وتجزى كل نفس بما كسبت، وتخر الجبال هدّا، وتصد الأرواح عن أجسادها صدا، ولم يكن في النسب العلوى الطاهر، ولا في البيت الإسماعيليّ الشهير الظاهر، ولا من بيوت الحلفاء من بقية أولئك الآباء والجدود، بل ولا ممن تنتج به الليالى وهى عاقر غير ولود، من تسلم في يده الأمة زمامها، وتقدمه في محراب السلطنة العظمى إمامها، إلا واحد قد اختص بجميع الكمالات البشرية وتفرد، وذلك الواحد هو الإمام المؤيد المنصور، والأسد الورد الهصور، أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين، سيدنا ومولانا محمد بن سيدنا ومولانا عبد الله بن سيدنا ومولانا هشام بن سيدنا ومولانا محمد بن سيدنا ومولانا عبد الله بن سيدنا ومولانا إسماعيل أعز الله ذكرهم، وخلد في صفحات الأيام مجدهم وفخرهم.