الله عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما، والرضا عن أصحابه الذين كانوا له خير أنصار وأعوان، وخصوصا أهل بيعة الرضوان.
أما بعد: فهذه بيعة شريفة مباركة ميمونة، بها سعادة الدين والدنيا إن شاء الله مقرونة مضمونة، بيعة كريمة يصلح الله بها الأمة، ويفيض بسببها سحائب النعمة، ويشمل ببركاتها جميع الأقطار بكل رحمة:
تولى اختيار الله حسن اختيارها ... فلم يحتج الإنسان فيها لإنسان
بيعة حسنية علوية إسماعيلية هشامية محمدية، بيعة عاطرة تعبق في رياض البشائر أزهارها الفواحة الندية، بيعة صحيحة شرعية، ثابتة شروطها المرعية، بيعة لا يحوم حولها زيغ ولا طيش، يشيد بناءها الأئمة من قريش، فلا ينحل عقدها، ولا ينقض عهدها:
تمد بنود النصر منها ظلالها ... على الأرض طرا بالمسرة والأمن
حضرها العامة والخاصة، والملائكة الذين أضحت بهم البسيطة غاصة، واحتف بها القبول والسرور، وكانت مركزا تطوف بها الكمالات وتدور، وتتمنى محاسنها الشموس والبدور، ما تخلف عنها أحد من أهل هذه الحضرة المراكشية وأحوازها وبواديها، ولا بقى أحد من أعرابها وبرابرها إلا حضر في ناديها، وأجاب دعوة مناديها، من الشرفاء والعلماء والصلحاء والقضاة والعدول، والكبار والصغار وكل فاضل ومفضول:
جحاجحة غير الوجوه كأنها ... إذا أسفرت ليلا بدور كوامل
وخصوصا الأعيان والرؤساء والرماة، الذين هم لحوزة الإسلام أسوار وحماة، إلا صرح بالإذعان والقبول حين حضر انعقادها، وأضمر اعتقادها، وكل فرد من أولئك الأشهاد، يعلن بالإشهاد على نفسه غاية الإشهاد، وما منهم إلا من