هذا محصل ما أفاده صاحب الجيش العرمرم وهو من جملة من حضر، واليه أسند كتب البيعة باقتراح من العلامة أبى عبد الله محمد السعيد حسبما حكى ذلك عن نفسه قائلا: فكتبت نسخة مباركة على لسان الرحامنة، وعين وفد منتظم من الأشراف والأعيان والرؤساء للوفادة بالبيعات على المترجم للحضرة المكناسية للتهنية والتعزية.
ولما وردت تلك البيعات على صاحب الترجمة أصدر أوامره بقراءتها بالعاصمتين مكناس وفاس، وإليك نص البيعة المراكشية وإن كان صاحب الجيش مرصع جواهرها لم يثبتها في تاريخه، وكان يود إثباتها ولكنها لم توجد عنده بعد البحث عنها في حال التقييد حسبما صرح بذلك في تاريخه المذكور:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
ومن تكن برسول الله نصرته ... إن تلقه الأسد في آجامها تجم
إن ينصركم الله فلا غالب لكم، نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين، الحمد لله الذى أطلع شمس الخلافة في مطالع السعود، وأثمر في رياض مننه لأمله كل عود، وأنجز لمن أهله لإدراك التقدم على عباده صادق الوعود، وفتح أبواب السعادة لقارعها، وأربح بيعة ملتمس فضله لمشتريها وبائعها الذى بنوره تنجلى الغما، وتتصل النعما، نحمده حمدا يتكفل بتحسين العواقب، وترقية الآمال إلى أرفع المراقى والمراقب، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد الذى تفجرت بوجوده بحور المواهب، وجاءت شريعته بأوضح المسالك والمذاهب، وأنزل عليه {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (١٠)} [الفتح: ١٠] صلى