ثلثى، وتارة يقول، لمن يأتيه من البقية الباقية متمسكة بطاعة السلطان: اذهبوا إلى سيدى وسيدكم، يعنى ولده خليفة مراكش.
وفيه نهض الخليفة صاحب مراكش للشاوية لما ظهر فيهم من العتو والاستبداد والعيث في الطرقات، فحص منهم كل شئ، وأتى بالقتل على أركان الفساد منهم، ونظم الباقين في قضب السلاسل ووجه بهم يرتاعون في قيود الهوان ليعتبر بهم غيرهم ممن هو على شاكلتهم، وسار هو إلى أن خيم برباط الفتح فاستقبله أهلها بالترحاب وإظهار الفرح والسرور، وقدموا إليه هدايا ذات بال وأطعمة فاخرة، أما عبد الحق فنيش فإنه أعرض عنه ونأى بجانبه، وأغلق أبواب المدينة دونه، ولما كان الغد نهض وسار ووجهته القصر من غير أن يلتفت لما قابله به عامل سَلاَ، ولا أن يحرك معه ساكنا في ذلك، إذ كان الأهم لديه أمامه.
وفى عاشر صفر عام ١١٧٠ أغار البربر على سرح فاس، ونهبوا عددا من بقرهم، كما نهبوا أزواج الحرث.
وفى ضحوة يوم الاثنين رابع ربيع الثانى وقع تخاصم وتشاجر بين القاضى أبى محمد عبد القادر بوخريص وبين بعض الأندلسيين حتى همَّ قائدهم محمد الصفار بقتله، ولولا أنه استجار باللمطيين لقتل، وقام هرج ومرج سدت لأجله القرويين، وعطلت صلاة العصر بها.
وفى يوم الثلاثاء سادس عشرى الشهر المذكور اتفقت كلمة العامة على هدم سقف البلاط الوسط من القرويين الواقع يسار الثريا الكبرى هنالك واجتمع رأى اللمطيين والأندلسيين وأهل العدوة على حجز حبس المساكين الذى يقبضه الأشراف وغيرهم عمن يستحق وعمن لا يستحق، وبإثر ذلك نجزت فكرة الهدم فعلا.