كما أخبرني بعض العدول بأن الطالب حمان المذكور أظلعه على كناش إحصاء الأموال السلطانية التي كانت مصونة بدار المترجم وطلعت للدار السلطانية مختوم ذلك الكناش بخط صاحب الترجمة وأن ذلك القدر هو الذي دخل عليه للجناب السلطاني العالي من العمال وغيرهم.
وقد تفرقت تلك الأموال شذر مذر، ولم ينفع حذر من قدر، انتهبها الخائنون وبذروها في شهواتهم وحرم منها المستحقون، وكان ما كان مما لست أذكره وما مكث السلطان بفاس، حتى أصيبت المالية بداء الإفلاس، قضت الظروف، بالافتراض من الدول للوازم المصروف، وما قدر على الجبين، يستوفى ولو بعد حين.
وابن عبد العزيز المذكور هو الذي صار خليفة لحاجب الدولة العزيزية أبي العباس أحمد الركينة ثم صار في الدولة الحفيظية أمين الصائر على الدار السلطانية بالحضرة المكناسية وأمين مستفادات أسواقها، ثم انفرد بأمانة الصائر فقط أوائل المخزنية الدولة اليوسفية.
ثم إن المترجم لما صفا له الجو وتم له الاستبداد رشح سائر إخوته للوظائف المخزنية الهامة كالحجابة لإدريس، ووزارة الحرب لسعيد، واستأثر بالسلطة الاستبدادية التي كانت عاقبتها خراب بيته وبيوت عائلته والمغرب أجمع.
وفاته: توفي بمراكش سابع عشر المحرم عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف، وحضر السلطان فمن دونه جنازته، ودفن داخل قبة ضريح جد العائلة الملوكية المولى على الشريف حذاء ضريح القاضي عياض رحم الله الجميع ورضي عنهم وعنا بهم آمين.