بروق ورعود، فاستخبر العشاق بتوشيته، ورفل في حلل الغناء وأرديته، وعام في خلجان الإتقان وأوديته، فقال يمدحه:
تبدى كبدر لاح في غيهب الدجا ... غزال رآه ابن النبيه فحارا
يجس بأطراف الأنامل عوده ... فيأتى بشئ ليس فيه يجارى
ثمَّ أشار إلى أن عارض، ودع كل معارض، فقلت:
بدا كهلال الأفق ليل وصاله ... فصير ذاك الليل منه نهارا
وغنى بعود وهو سكران أعين ... فصير منه السامعين سكارى
وقد أطال وأطاب في ترجمته، فعلى مريد الزيادة الوقوف عليها.
(شعره) من ذلك قوله:
سحت بدمع كالعقيق محاجرى ... شوقا لطيبة والعقيق وحاجر
تلك المعاهد حيث أظهر دينه ... رب البرية للرسول الظاهر
سر الوجود محمَّد خير الورى ... والمنتقى من كل أصل طاهر
من قد تجلت طيبة الزهرا به ... وزهت ففاقت كل روض زاهر
وسمت على الفردوس حقا واكتست ... حلل السنا من شأنه المتواتر
وتواضعت لمعالم الهادي بها ... آفاق كالفلك المحيط الدائر
أين اجتلاء وجوهها وبدورها ... من آله والصحب ذخر الذاخر
زهر المناظر طيبو الأخلاق من ... فخروا به في الناس أي مفاخر
إلى أن قال:
عامل بفضلك عبدك الجانى وحط ... من كل خطب مدلهم ذاعر