وفى جمادى الأخيرة من السنة كتب وزير الخارجية ليهود مراكش كتابا نصه بعد الحمدلة والصلاة:"من عبد الله تعالى وزير الأمور البرانية بالحضرة العالية أعز الله أمرها وأبد فخرها إلى كافة يهود ملاح مراكشة أخص منهم حزانة جموعهم وأساقفتهم وتجارهم وأعيانهم.
أما بعد: فقد بلغ لشريف علم حضرة سيدنا العالية بالله أعزها الله أن عاملكم القائد محمد ويدة السوسى لم يحسن السيرة معكم وعاملكم معاملة غير مليحة وشدد عليكم فلم يلق ذلك بسيدنا نصره الله ولم يعجبه لأنكم أهل ذمته وفي رعيته.
فلا يحب أيده الله أن يقع لكم تضييق أو ظلم من أحد أو معاملة بمكروه، وإنما يحب أن تكونا في أمن وأمان من ذلك وعلى حالة مليحة وفى عيشة مرضية وعز به الحال دام تأييده ونصره حيث بلغه ذلك عنكم من عند الناس، ولم يبلغه من عندكم إذ كان من حقكم أن تكتبوا لأعتابه الشريفة بالإعلام بذلك كما يكتب بعض تجاركم ومقدميكم لها في الأمور.
وقد أمرنى نصره الله بالكتابة لكم بان تكونوا تكتبوا لنا بما يقع لكم وذلك لنطالع به علمه الشريف، كما أمرنى أيده الله بإعلامكم بأنه أصدر أمره الشريف للعامل المذكور بأن يحسن السيرة معكم ويعاملكم بمثل ما يعامل به من إلى نظره من المسلمين من الحكم عليكم في الدعاوى المخزنية بما يقتضيه الحق فيها مثل ما يحكم به على المسلمين ويجريكم مجراهم في جميع الأمور من غير فرق، ويرد دعاويكم الشرعية لأساقفتكم وحزانتكم ويمشى مع أهل الحماية منكم على مقتضى الشروط والقوانين ومن حاد منهم عنها يطالع به شريف علم مولانا دام علاه والتمام في ٧ جمادى الثانية عام ١٣١٠".