وبعد انتهاء حفلات العيد عقد لنجله المولى العباس على محلة الشاوية المذكورة ووجهه بها بقصد شد عضد العمال في استيفاء الزكوات والأعشار المترتبة في ذممهم.
ثم نهض المترجم وسار إلى أن وصل المحل المعروف بالشبيكة فأوقع ببنى خيران، وذلك يوم الجمعة سابع عشر حجة ثم في يوم الجمعة رابع عشرى الشهر أوقع بالحلاليف وبنى اورا فرقة من الزيايدة.
ثم في يوم الخميس فاتح محرم عام تسعة وثلاثمائة وألف أوقع بالعرب أمر نجله مولاى العباس المذكور وكبير محلة الغرب ولد أب محمد الشركى بالنزول عليهم بمحلتيهما والتنكيل بهما، ولولا أن عامل الرباط الأنصح القائد السويسى تشفع فيهم للجلالة السلطانية لقطع دابرهم من لوح الوجود.
وفى يوم الثلاثاء سادس محرم المذكور حل برباط الفتح وأصدر أمره المطاع لنجله مولاى العباس بالنزول مع محلة الباشا ولد أب محمد بقصبة بوزنيقة ولمحلة الشاوية التي كانت مع نجله المذكور بالقدوم للرباط وأقام هو به تسعة عشر يوما.
ثم نهض منه يوم الاثنين سادس وعشرى الشهر وسار وفى يوم الجمعة رابع عشر صفر أوقع ببرابر بنى مطير وآيت شغروشن ومزقهم كل ممزق ثم أوقع بفرقة من قبيلة زمور الشلح وقعة شنيعة انجلت عن إنابتهم.
وفى يوم الثلاثاء ثامن عشر الشهر حل بالعاصمة المكناسية وأقام بها تسعة عشر يوما في يوم الاثنين ثامن ربيع الأول نهض منها قاصد فاسا فدخلها يوم الأربعاء عاشر الشهر.
فكانت مدة هذه الرحلة تسعين يوما كان الظعن في أربعة وأربعين يوما منها والمقام ست وأربعون يوما.