الأروى كما رواه عن غيره، وأخذ عن شيوخ العلم الذين كانوا بالحضرة المكناسية في الدولة السليمانية لا تحضرنى الآن أسماؤهم.
الآخذون عنه: منهم الفقيه العدل السيد أحمد المدعو قرورو بن إدريس أجانا المترجم بعد صاحب الترجمة، والحاج محمد زغبوش، رحم الله الجميع بفضله.
وفاته: حدثنى بعض العدول المبرزين العلماء الموثوق بأمانتهم أنه حدثه الولى الصلح، سيدى العربى بن السائح، بأنه كانت بينه وبين المترجم وصلة وصالح أخوة ومحبة زائدة، حتى إنه كان لا يمر عليهما يوم لا يجتمعان فيه ولو بباب دار المترجم يتذاكرون في المسائل العلمية والمعارف الذوقية، وأنه كان ظهر يوم خميس جالسا مع صاحب الترجمة بباب داره يتحدثان فيما حل بأهل مكناس من كثرة الموت ويأسفان على كثرة من أصيب بذلك الحادث الجلل، وإذا بالمترجم التفت إليه وقال: لعلنى يا سيدى العربى من زمام من يصاب بهذا الواقع، غير أننى أسال الله أن أكون سبب الفرج عن أهل البلد واللطف بهم، قال: ثم بقينا بعد ذلك نتحدث حتى حان وقت العصر فودعته وذهبت لدارى.
ومن غده بلغنى بعد صلاة الجمعة نعيه فرعبت وفزعت لداره لأتيقن الخبر فوجدت أهله في تجهيز جنازته، ولما سألت عن كيفية الواقع أخبرت أنه بعد فراقنا دخل لداره وتوضأ وصلى العصر ثم توجه بصحبة ولده المولى سرور لزيارة الشيخ محمد بن عيسى الفهدى، وبعد الزيارة طلب من مقدم الضريح إحضار أعيان أولاد الشيخ إليه، فلما حضروا واجتمعوا جميعا بداخل قبة الضريح طلب منهم موضعا لإقباره داخل الضريح فأجابوه بعد تردد جميعا لذلك، ولما تم الأمر بينهم وجه ولده المذكور للإتيان له بالثمن الذى وقع التراضى عليه فأتاه به وسلمه لهم، وعين المحل الذى اختاره لنفسه قرب الدربوز على يمين الداخل لقبة الضريح المذكور، ثم رجع لداره قرب المغرب وبعد صلاة العشاء الأخيرة نزل به ذلك