فرط منهم، وتوجه أعيانهم بالهدايا إليه بآسفى فاعتذروا إليه، وتنصلوا ونسبوا ما صدر منهم في حقه إلى السفهاء، وأقسموا ألا يبرحوا أبوابه إلا معه ولو أقاموا سنة، فلم تسعه إلا إجابتهم فتوجه معهم لمراكش في فرسان عبدة وأحمر زيادة على أصحابه وحاشيته، فلما وصلها نزل قصبتها، وقدم له أهل مراكش هداياهم، وكذا قبائل الحوز ووفود الدير وسوس، ونافست الرحامنة عبدة في خدمته.
وقصده عبيد دكالة الذين كانوا بسلا، وتسلل إليه عبيد مكناسة فرادى وأزواجا، فاستعملهم في بناء داره الكبرى بالقصبة إلى أن أكملها وسكنها، وشرع في غيرها.
وفى سنة ١١٦٢ بايعه عبيد مكناسة وخطبوا به بمكناسة وزرهون، وبعثوا له إلى مراكش مع جماعة من أعيانهم، فرد بيعتهم وعاتبهم على ما ارتكبوه في حق والده إذ كان بارًّا به ساعيا في مرضاته، وبعث إليه بهدية تقدر بثلاثين ألف مثقال.
ورجع وفد العبيد خائبا، ومع ذلك استمروا على الخطبة به.
وفى أواخر جمادى الأولى من سنة ١١٦٣ توجه المترجم الخليفة من مراكش إلى مكناس، فوجد العبيد لا يزالون يخطبون به فعاتبهم وأنكر صنيعهم وتبرأ منهم، فتركوا الخطبة وجددوا البيعة لوالده، ولما تم له ما أراد من مراجعتهم طاعة أبيه ارتحل من مكناسة في جيشه الذى قدم به من مراكش، واستصحب جماعة من أعيان العبيد وقدم على والده بدار الدبيبغ فسلم وأهدى وتشفع للعبيد عنده فقبل شفاعته، وأمره ألا يبيت هناك، فامتثل أمره وتوجه لمراكش من حينه، وقد رتق ما انفتق.
ثم إن العبيد عادوا لما كانوا عليه مع المولى عبد الله وقدموا على ابنه المترجم في ذى القعدة سنة ١١٦٤ لمراكش وراودوه على قبول بيعتهم فلم يقبل، وطيب