قال نجله المولى عبد السلام في كتابه درة السلوك. وريحانة العلماء والملوك:"وحضر بيعته جماعة من أعيان العلماء مثل قاضى الجماعة بمكناس السيد سعيد العميرى، وقاضى الجماعة بفاس السيد عبد القادر بو خريص، وشيخ الجماعة السيد محمد جسوس، والإمام المحقق صاحب المعقول والمنقول أبى حفص شيخنا سيدى عمر الفاسى، وابن عمه السيد أبى مدين الفاسى وهو الذى تولى كتابة البيعة بيده، وإمام مسجد الشرفاء الأستاذ مولاى عبد الرحمن المنجرة، وشيخنا العلامة السيد التاودى ابن سودة، وإمام المسجد الجامع الكبير بفاس الجديد السيد عبد الله السوسى، والإمام المحدث سيدى إدريس العراقى وغيرهم ممن لا يحصون كثرة" صح منه مباشرة وهو من ذخائر مكتبتنا.
ومن الغد الذى هو يوم الثلاثاء خرج الوفد الفاسى متأبطا للبيعة المحمدية، ووجهته عاصمة الجنوب حيث المترجم ينتظم ذلك الوفد من أعيان الأشراف والعلماء ووجهاء أهل البلد ورءوس القبائل والأجناد، وصار إلى أن لحق بالمترجم بنواحى مراكش يؤم الناحية الغربية، فأكرم مثواه ونزله وغمره في بحار إنعاماته الضافية، وبعد انتهاء أيام الضيافة انقلب إلى وطنه مبتهجا. وبطيب الثناء لاهجا.
وبويع له بمراكش بجامع الكتبيين. قال الضعيف: تحت شجرة أرنج بصحن المسجد بمحضر الأشراف والعلماء والأعيان وقواد الجند وأبطال القبائل، وبعد انتهاء البيعة تهافت الجميع على تقبيل راحتيه وتقديم مراسم التعزية في والده والتهنئة بالسلطنة، فقابل الجميع بصدر رحب، وواسى الضعفاء والمساكين، ووصل الأشراف والعلماء وبذل في ذلك أموالا طائلة.
ثم صارت وفود القبائل الحوزية والديرية والسوسية تفد ببيعاتها على جلالته وتقدم الهدايا اللائقة بسدته، واقتفى أثرهم على ذلك أهل الثغور والجبال والقرى