وبالجملة فهو شيخ إمام، عارف كامل، شأنه القيام على الوظائف الدينية والرسوم الشرعية وتأدية الحقوق وعدم الإخلال بشئ منها، لا في جانب الحق ولا في جانب الحقيقة، وكان له زوجات وأولاد وزاوية يطعم فيها الطعام للواردين عليها من الغرباء وأبناء السبيل وغيرهم، تقام فيها الصلوات الخمس، مواظب عليها وربما باشر الأذان بنفسه إن لم يحضر من يؤذن، وإذا اجتمع أصحابه للذكر على عادة الفقراء ذكروا جلوسا، فإذا انزعج أحدهم وقام أو رقص أسكتهم، وفرق ذلك الجمع.
نشأ بتيط ساحل بلدة آزمور، وهى كانت مأوى سلفه، ثم رحل والده إلى نواحى مكناسة الزيتون، ونزل بموضع يقال له إِرُجّان بكسر الهمزة وضم الراء وتشديد القاف المعقودة.
مشيخته: أخذ عن شيوخ لا يحصون كثرة، منهم أبو الحسن على الصنهاجى المدعو الدوار المتوفى في ثانى جمادى الثانية سنة سبع بتقديم السين وأربعين وتسعمائة. قال في ابتهاج القلوب: والأقرب الذى يصح أنه توفى في أول سنة إحدى وأربعين أو في تمام السنة التي قلبها، وسيدى عمر الخطاب هو الذى تولى تربيته وترقيته وتدليته في المقامات.
الآخذون عنه: منهم أبو المحاسن يوسف الفاسى، والمعمر أبو الحسن على القنطرى الأندلسى القصرى، وأبو زيد عبد الرحمن المدعو رحو الجبلى من شرفاء العلم، وأبو على النيار الأندلسى، وأبو الجمال الطليقي يعرف بصكوك، وأبو سالم النيار، وأبو سرحان المعروف بالدراوى وخلق.
ولادته: ولد في رمضان سنة تسع وتسعمائة بتقديم المثناة فيهما بالمحل المعروف الآن بتيط من ساحل بلدة آزمور.