وسيدى على بن عبد الرحمن المعروف بالجمل دفين فاس المتوفى عام أربعة وتسعين ومائة وألف لازمه وانتفع بصحبته، وكذا عن شيخ أفاقى اسمه بدر الدين، ومولاى الطيب الوزانى، وسيدى محمد بن أحمد الصقلى المتوفى عام اثنين وثلاثين ومائتين وألف وغيرهم، وكان كثير الزيارة لأبى الأسرار حمادى الحمادى المكناسى المترجم فيما مر.
الآخذون عنه منهم: السيد فضول بن عزوز، والسيد فضول السوسى، والسلطان مولاى عبد الرحمن بن هشام، والسيد محمد غريط، والعارف الكبير أبو عبد الله محمد بن عبد الحفيظ الدباغ، والإمام أبو عبد الله محمد صالح الرضوى الذى صح عنه أنه قال: قد كان على سفر ثمانية أعوام بملاقاة رجلين بالمغرب سيدى قدور (بالكاف المعقودة) العلمى، وسيدى عمر بن المكى الشرقى، والبركة الصالح أبو زيد عبد الرحمن بن التهامى الإدريسى الزرهونى، وأبو حامد العربي بن السائح الشرقى دفين الرباط لازمه سنين وانتفع به، حدثنى من وثقت بخبره من الأعلام أنه حدثه بقية السلف في الخلف أبو المواهب عبد الكبير بن محمد الكتانى، أنه حدثه سيدى العربي المذكور برباط الفتح عام سبعة وثلاثمائة وألف، وقد جرى ذكر حديث: إن لله عبادًا من نظر إليهم سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا: أنا سمعته من مولاى عبد القادر بمكناس بلفظ إن لله عبادًا من نظروا إليه نظرة سعد سعاد سعادة لا يشقى بعدها أبدا هـ.
قلت: وليس مراده ورود هذا اللفظ عن الرسول، وإنما مراده التعريف بسعة فضل الله واعتنائه بخاصة عباده المتقين، وأنه يؤتى فضله من يشاء، وفى الصحيح إن لله عبادًا لو أقسموا على الله لأبرهم.
ومن الآخذين عنه أيضا: الشريف العلامة سيدى محمد بن هاشم العلوى الحرونى وخلق كثيرون.