رغيوة فصنهاجة فمتيوة فمزيات فبنى زروال فالعين الباردة فحولان من بنى مسارة، وهنالك أقام سنة عيد الأضحى، ثم نهض لقبيلة بنى أحمد فغزاوة فالأخماس فباب تازا فمدينة شفشاون فبنى حسَّان، ثم زار تربة الولى الصالح أبي محمد عبد السَّلام بن مشيش فكسا ووصل وواسى، ثم سار على بنى حزمار إلى أن دخل مدينة تطاون يوم الأربعاء ثامن المحرم فاتح سنة سبع وثلاثمائة وألف، وأقام بها نحو الخمسة عشر يوماً، قابل فيها وجهاء وجوهها وتفقد أحوالها وزار صلحاءها وأنعم على أهلها بعشرة آلاف ريال لبناء قنطرة واديهم، وبكل أسى وأسف لم يقع اعتناء بإتقان بنائها فاضمحلت في أقرب وقت، وذهبت العدة التي صيرت عليها أدراج الرياح، كما أنَّه أنعم على جسده وعساكره بالكسوة.
ثم بارح تطاوين ووجهته طنجة فدخلها يوم الأحد سادس عشرى محرم المذكور، وأقام بها تسعة عشر أو عشرين يوماً، وكان يوم دخوله إليها يوماً مشهوداً، ومن أعظم المواسم والأعياد معدوداً، واستقبله سكانها على اختلاف طبقاتهم بغاية الفرح والإجلال والإكبار، فتفقد أبراجها وصقائلها وأتت لتحيته فيها قطع من الأسطول الإنجليزى المرابط بجبل طارق.
ولما قضى وطره منها نهض متوجهاً على الغربية فثغر آصيلا وكان حلوله به يوم السبت السادس عشر من صفر العام، وأقام بها يوماً طاف فيه على الصقائل والأبراج، ثم سار على طريق الساحل ومر بقبيلة الخلط، وبعد صلاة العصر عبر وادى لكس من مشرع النجمة وذلك يوم الثلاثاء التاسع عشر من صفر المذكور، وبمجرد عبوره مع بعض الخاصة من حاشيته امتلأ الوادى وتعذر على المحلة عبوره فبات المترجم بعدوة وبقيت المحلة بالعدوة الأخرى، ومن صبيحة الغد عبر باقى المحلة ولحق بالمترجم وتوجه لمدينة القصر الكبير بقصد زيارتها، ثم رجع من يومه للمحلة، ثم توجه لثغر العرائش ودخله دخول عز وإجلال يوم الخميس الحادى