وبعد: وصلنا كتابك وصحبته الكناش الذى وجهه لجانبنا العالى بالله تعالى نائب جنس المركان متضمنًا لذكر كل من بلغهم عزاؤه في عظيمهم الذى كان مات مغدورًا، وذكرت أنهم وجهوا مثله لكل من عزاهم من الملوك والدول حسبما في كتابه الذى وجهت، ونبهت على أنك كنت وجهت لهم العزاء مشافهة على مقتضى القانون حين بلغك موته، وصار كل ذلك بالبال، فاعلم أنا كتبنا له بنحو ما أشرت به، ولا بأس بذلك، فإن أسلافنا قدس الله أرواحهم كانت بينهم وبين هذا الجنس محبة ومواصلة، وكان مولانا سليمان قدسه الله يصافيه ويستعمله في بعض أموره المهمات، والله يعينك والسلام في ٢٧ جمادى الأخيرة عام ١٢٨٥".
ولما وافقت الحكومة الأمريكية على رجوع سفيرها المستر "جس مك ماص" إجابة لطلبه وأرادت تعويضه بغيره أرسل رئيس الجمهورية كتابًا لصاحب الترجمة فأجابه عليه بما نصه بعد البسملة والحوقلة:
"من عبد الله المتوكل على الله المفوض أمره إلى الله أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين بالمغرب الأقصى وهو (الطابع الكبير).
أدام الله علاه، وكان له وتولاه، إلى المحب المعظم، عظيم جنس المركان المحترم، البرزدنط السن سمسر كرنط.
أما بعد: حمدًا لله تعالى فقد ورد على حضرتنا المحروسة بالله كتابكم المنبئ عن طلب خديمكم الناصح مسطر جس مك ماص القائم بحسب النيابة عن جنسكم بهذه الإيالة السعيدة -الرجوع لبلاده، مسقط رأسه، ومحل أنسه، وموضع طارفه وتلاده، لطول غيبته عن وطنه، وإلفه وسكنه، فساعدتموه في طلبته، وأجبتموه إلى رغبته، وأمرتموه بإنهاء ما أنتم عليه من المحبة في جانبنا العالى بالله المؤسسة بين الدولتين على أوثق أساس، المعروفة بين المحبين من