الانسحاب معتذرا بالعجز والضعف وكبر السن، وقصد الحج الواجب فقبل السلطان عذره وأعفاه مع الإكرام والاحترام واعتباره كأنه لا زال قائما بوظيفه راعيا لسالف خدمته.
ونص ظهير الإعفاء بعد الحمدلة والصلاة والطابع السلطانى الكبير بداخله (عبد العزيز بن الحسن بن محمد):
"يعلم من كتابنا هذا أسمى الله قدره، وأعز أمره، أننا بحول الله وقوته، وجزيل منته، أعفينا ماسكه خديمنا الأرضى الأمين الطالب عبد السلام التازى من الخدمة بأعتابنا الشريفة وأرحناه منها لما اعتذر به من العجز والضعف وكبر السن، وقبلنا عذره، وأبقيناه مسربلا بسربال التوقير والتعظيم والإجلال والتكريم، وأقررناه على ما عهد له حالة تلبسه بالخدمة من المراعاة والاعتبار؛ والملاحظة بعين الاحترام والوقار؛ كأنه لا زال قائما فيها وملتبسا بها أو أكثر، رعيا لسالف خدمته، وصدقه ونصيحته؛ وألحقنا به في ذلك كله قرابته وأصهاره وأصحابه فلا سبيل لمن يريد التوصل إليهم بمكروه، أو يمد لهم يد الترامى والتعدى في وجه من الوجوه، ونأمر الواقف عليه من عمالنا وولاة أمرنا بأعمال عوامله وإجرائه على مقتضاها وعدم مجاوزة أحكامه إلى ما سواها، والسلام صدر به أمرنا المعتز بالله في ٢٠ ربيع النبوى عام ١٣١٨".
وقد جاء هذا الظهير بما اشتمل عليه من الرعاية بعين الاعتبار مجددا ومؤكدا لظهير شريف عزيزى منيف تقدمه، نصه:
"يعلم من هذا المسطور الكريم، المقابل أمره بالإجلال والتعظيم، أبقاه الله في إكليل المعالى درة، وفى جبين الدهر غرة؛ أننا بحول من لم يزل مسدلا جلباب الامتنان والإفضال، مسبغا أياديه على التوال، أسدلنا على ماسكه خديمنا وخديم سيدنا قدسه الله الأمين الأرضى الأنصح الأفلح الأنجح، الطالب عبد السلام بن