في هذا النادى لتعلموا أن الله على كل شيء قدير. وبيده مقاليد السماوات والأرض وهو الولى والنصير، والسميع والبصير.
فكان من أمر هذه القبائل السوسية والقساملة الساحلية أن تلقوا ركابنا السعيدة أفواجاً أفواجاً. ناشرين أعلام الفرح تجاه جيوش الله المظفرة ضحى وإدلاجاً، حاشدين حروكهم مصحوبة بأعيانهم ومن يعتد به من فقهائهم وشرفائهم ومرابطيهم، من غير أن يكون جمعهم خداجاً مستنتجين للفوز بخاطرنا الشريف مقدمات الامتثال والسمع والطاعة لله ورسوله استنتاجاً، مقدمين بين يديهم هداياهم، متترسين بإخوانهم وسراياهم، مادين أعناق الامتثال. عاضين بالنواجذ على الخدمة وصالح الأعمال. فأتوا بمئونتهم على قدر الاستطاعة، ومهدوا لسلوك الملة السعيدة ما صعب من طرقهم حتَّى صارت مسلوكة مشاعة.
ونحن في كل ذلك نعاملهم بالبروز، ونبسط البشر إليهم ونقابلهم بما ارتسم فيهم من السرور، وها نحن بحول الله جادون في الخلوص إلى المقصد الذي لأجله نقلنا هذه الخطوات. واستعملنا فيه الفكر وأسهرنا أحداق الاعتبارات. من صرف النظر لفتح مرسى آصكى مركز سواحل وادى نون. ومجمع القبائل الأعرابية والبربرية ومنتهى ذلك المسكون. ولا سيما من جاءت بينهما كالام والعنصر وهما كالتوءمين لها يستمدان منها ويرضعان خلاصة لبن ثديها وهما القبيلتان البوعمرانية والتكنية ومن تراكم عليهما وارتدف. من قبائل البربر والأعراب أو كان على حكمهما فيما ارتضع وارتشف.
هذا إن كانت تصلح لذلك وتعود منفعتها على المسلمين والإسلام بعد الاستخارة مراراً. في اختطاطها وفتحها ونتحقق بصلاحيتها كشفاً واستبصاراً. ونتوخى في الإقدام على ذلك بحول الله الأسد من الأنظار، والمنهاج القويم الجارى على أعراف هاتيك الأقطار.
ثم إن كانت موافقة للأصلح أقدمنا، وإن لم يظهر وجه المصلحة أعرضنا عنها إلى غيرها قال الله العظيم: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ