والسير ثلاث ساعات وعشرة دقائق ومن ثم لزاوية تيلوين والسير ساعتان ونصف، ومنها لرق أولاد أبي السباع والسير ساعة واحدة ونصف، ومنه لمدشر اكلميم موسى على شاطئ البحر والسير ساعة وربع، والمقام أحد عشر يوماً وبهذا المحل لحق به وزيره ابن العربي لما خف ألمه.
فكان عدد مراحل الذهاب من مراكش إلى كليميم تسعاً وثلاثين مرحلة قطعت في مائة واثنين وعشرين ساعة وخمسة عشر دقيقة، وعدد أيَّام المقام سبع وثلاثون، فعدد الأيَّام في الذهاب وفى الظعن والإقامة ستة وسبعون يوماً.
ولما خيم بكليميم وجه وزيره وشيخه أبا الحسن على السمفيوى وخديمه القائد مبارك بن الشليح الشرادى الدليمى وكاتبه الطالب أبا عبد الله محمد -فتحا- الجباص لمرسى البيضة -بالتصغير- المتصلة بطرفاية للوقوف على عينها والكشف له عن حقيقتها.
ومن آيت باعمران كتب لباشا مكناس مخبرا بوصول الركاب السعيد ودونك نص الكتاب بعد الحمدلة والصلاة والطابع الذي بداخله الحسن بن محمد بن عبد الرحمن الله وليه ١٢٩١:
"وصيفنا الأرضى القائد حم بن الجيلانى وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: فإنا بحول الله الملك القوى المعين. الفاتح لما أُغلق كما يشاء في الحين أو بعد حين. المؤيد بعنايته عبده في كل مصدر ومورد وتحريك وتسكين. كتبنا لك هذا يوم حلولنا وسط خدامنا قبائل آيت بوعمران بحبوبة مجامع قبائل سوس الأقصى ومناخ الأعيان. نعلمكم بما واجهنا المولى سبحانه في هذه الحركة المباركة من تعاقب المنن والأيادى وابتسام ثغر الزمان، بما أملناه من العلى المنان،