قال السيوطى في حسن المقصد في عمل المولد: وقد ألف الشيخ أبو الخطاب ابن دحية تأليفا مجلدا لهذا السلطان في المولد النبوى سماه التنوير في مولد البشير النذير، فأجازه بألف دينار وقد طالت مدته في المملكة إلى أن مات وهو محاصر للإفرنج سنة ثلاثين وستمائة.
وقال سبط ابن الجورى في مرآة الزمان: حكى بعض من حضر سماط المظفر يعنى صاحب إربل المذكور في مولد النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه عد في ذلك خمسة آلاف رأس من الغنم شواء وعشرة آلاف دجاجة ومائة فرس ومائة زبدية وثلاثين ألف صحن حلواء، وكان يحضر عنده في المجلس أعيان العلماء والصوفية هـ.
وقد ترجم للمظفر ابن خلكان فانظره.
وقد قدمت لحضرة المترجم في هذا الاحتفال عدة قصائد مولوية من سائر الأقطار المغربية، ومما أنشد منها بين يديه قصيدة العلامة الأديب أبى العلاء إدريس ابن محمد بن إدريس بن الحاج العمراوى ودونك لفظها:
علامة إضمار المحبة لا تخفى ... ونار هوى المحبوب في القلب لا تطفى
وجيش الصبابات المروع للحشى ... يكر على صبرى فيهزمه زحفا
وكيف أوارى الحب أم أكتم الجوى ... ودمع مآقى العين قد ساجل الوطفا
عريب النقا ماذ القينا من الضنا ... فهل نرتجى مما عرى بكم كشفا
إذا باكرت من بطن نعمان نسمة ... تجدد للصب المصاب بكم لهفا
وإن لمع البرق اليمانى موهنا ... أثار بأحشائى لذكراكم لهفا
بحق هواكم بالفؤاد ترفقوا ... ورقو التهيامى فقد جاوز الوصفا
إذا لم يكن وصل فوعد بزورة ... وإن أنتم لم تسمحوا فابعثوا الطيفا