على أنكم مذ غبتم هجر الكرى ... فما نام طرفى بعدكم لا ولا أغفا
أحبة قلبى هل تعود عهودنا ... وهل تنظرن عينى المحصب والخيفا
وهل أردن ماء العذيب وبارقا ... وتمنحنى بالمنحنى أسرتى عطفا
وهل بحمى الجرعاء والجزع أحتمى ... وأنشق بالبطحاء من عالج عرفا
معاهد أحبابى وملء محاجرى ... سقاها الحيا الوسمى بالديمة الوطفا
أردد ذكراها وأهتف باسمها ... لعلى بذكراها من الوجد أن أشفا
وهيهات لا يشفى المحب من الأسى ... سوى أن يرى عند الحمى ذلك الإلفا
علامَ أصد النفس معتسفا بها ... ومالى أُرجيها بعلى أو سوفا
فهلا امتطيت العزم مطرحا سوى ... مراقى تدنينى إلى المورد الأصفى
وان شفائى لو وجدت مساعدا ... سماع حداة العيس ترمى بها عسفا
إلى طيبة تطوى المفاوز لا تنى ... تبادر لا تخشى شتاء ولا صيفا
إلى روضة المختار أحمد من به ... تمهد دين الحق واتخذ الأكفا
نبى الهدى المبعوث للناس رحمة ... ومن جعل المجد الصميم له وقفا
ومن لعباد الله أصبح هاديا ... فنالوا به الزلفى وقد أمنوا الخوفا
وبلغ للخلق الرسالة ناصحا ... فلله ما أبدا ولله ما أخفى
وأعلى منار المسلمين بهديه ... وأعمل فيمن ضل عن سبله السيفا
وأوضح دين الحق فاتصلت به ... موارد من يسلك بها يأمن الحتفا
وخص من المولى بكل كرامة ... تجاورت الأعداد والشبه والكيفا
به ختم الله النبيين منة ... وفضله من بينهم وله استصفا