وقدم في الإسراء فهو إمامهم ... وقد جعلوا من خلفه كلهم صفا
وفى الحشر يأتى الرسل تحت لوائه ... وقد عمهم من فضله الكنف الأوفى
به أظهر الله الجمال جميعه ... وأعطى لفرد الحسن يوسف النصفا
وأخدمه جبريل في حضرة بها ... سقاه شرابا من مبرته صرفا
غداة ترقى قاب قوسين أو أدنى ... وفى الموقف الأعلى له المجد قد زفا
فنال مناه باجتباء ورفعة ... وعاد قرير العين بالقرب والزلفى
وفى المولد الأسمى بدت معجزاته ... خوارق عادات شفتنا بها الشفا
كإيوان كسرى إذ تداعى بناؤه ... وما كان يخشى من وثاقته صرفا
وتنكيس أصنام ورجم مخاتل ... يروم استراق السمع من جهله خطفا
وغارت عيون الفرس عند خمود ما ... لهم من وقود لم يكن أبدا يطفا
ومن قبل مبداه أتتنا بشائر ... من الجن في الآذان تقذفها قذفا
إلى أن بدا النور الذى ملأ الفضا ... فلا شرق يخفى ما استنار ولا جوفا
كما انجاب عن شمس الهداية ليلها ... فلما تزل تبدو ولما يزل يخفى
وكم من علامات وكم من كرامة ... له مع تزداد العصور به تلفى
فقل للذى يرتاد حصر صفاته ... أردت محالا يا عديم الحجا كفا
لو اجتمع الأملاك والجن دفعة ... كذا الإنس ما استوفوا من أوصافه حرفا
إذا الله حلاه ونوه باسمه ... فكيف يجيل الخلق في وصفه طرفا
نبى الهدى المبرور دعوة خائف ... يمد على بعد لمعروفك الكفا
غريب بأرض الغرب أعيت أموره ... وضاقت مساعيه فناداك واستكفى