١٧٤، ونقش في وجه صورة هلال، ثم محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتحت ذلك على ثم مما أمر به إدريس بن عبد الله: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا انتهى.
رأيت هذه السكة من فضة وزنها أكرمان اثنان وتسع وستون ٢، ٦٩ - وعلى ذكر هذه السكة الإدريسية أذكر كلاما لصاحب "الدوحة المستكة في أحكام دار السكة" ونص الغرض منه:
الفصل الأول في أول من ضرب الدينار والدرهم قبل الإسلام وبعده وأول خليفة كتب اسم الله تبارك وتعالى وعين الأماكن لضربها وشدد في تخليصها. قال القاضى أبو الحسن بن لبال في شرحه "لمقامات الحريرى": إن الناس في أول الزمان كانوا يتبايعون بالعروض فيما بينهم كالحنطة والشعير والحبوب والفواكه وما أشبه ذلك، فشكوا إلى ملكهم ما ساءهم من ذلك وما يخافون من إتلاف أموالهم إن بقوا على هذه الحالة، فأمرهم أن يختاروا ما لا يفسد على مكث الزمان، فاختاروا حجر الذهب الذى هو أبقى جواهر الأرض، وكلما بقى تحت الأرض صلح وطاب، وكلما دخل النار تخلص وحسن، وأمر بضرب الدنانير وطبعها بطابع الملك، ونهى أن تفسد وأن يكسر طابعها، وأن من فعل ذلك تقطع. يده يريد على سنّتهم، وأخبروه أيضا أنهم يحتاجون إلى ما لا يفى ثمنه بقيمة الدينار بأقل منه أو من أجزائه مما لا بد لهم من مصلحة أنفسهم من شراء الحوائج، فأمرهم باختيار حجر آخر دون الذهب يكون قيمة الدينار منه عشرة دراهم، فاختاروا الفضة وضرب منها الدرهم، وطبعه بطابع الملك فكانت قيمة العشرين دينارا مائتى درهم.
ولم تزل الروم تستعمل الدنانير والفرس تستعمل الدراهم حتى جاء الإسلام فكان الناس يستعملون ذلك إلى زمن عبد الملك بن مروان، فضرب الدنانير والدراهم وكتب على الدنانير: الله أحد، وكانت قبل ذلك لا كتب عليها، وكتب على الدراهم كذلك.