والذى للزيانى في البستان والروضة والترجمان المعرب: أن أهل فاس لما صالحهم أحمد الذهبى على أن يسلموا له صنوه المترجم وأجابوه لذلك، كتب إليه بالتخيير بين أن يتوجه لسجلماسة وبين أن يبقى بالحرم الإدريسي، فاختار الأخير، ثم إن السلطان أحمد أصدر أوامره لأهل فاس بأن لا يكلم أحد المترجم ولا يجتمع به ولا يبايع ولا يشارى هو ولا أصحابه، ومن خالف الأمر يعاقب، فضاق الفضاء بالمترجم، ووجه ولده للعبيد يطلب منهم أن يؤمنوه، ثم لا خرج مكنوا منه صنوه أبا العباس، ولما مثل بين يديه أمر بتوجيهه لمكناسة ليسجن بها، فسجن بدار الباشا مساهل.
ولما أحس السلطان أحمد بالموت أمر بخنق المترجم، فخنق ليلا ليلة الثلاثاء أول يوم من شعبان العام، ومات الذهبى ليلة السبت الرابع من شعبان المذكور.
وتبع الزيانى أكنسوس وصاحب الاستقصاء، وزاد الأخير أنه رأى بخط جده للأم الفقيه الأستاذ أبى عبد الله محمد بن قاسم الإدريسى اليحيوى الخيارى عرف بابن زروق، وكان حيا في هذه المدة أن المولى عبد المالك بويع في الآخر من رجب سنة إحدى وأربعين ومائة وألف وهو بالسوس الأقصى بمدينة تارودانت، ثم ورد على دار المملكة بالحضرة المكناسية ليلة السابع والمعشرين من رمضان المعظم من السنة المذكورة، ثم ثار عليه أخوه المولى أحمد المخلوع في عاشر المحرم فاتح سنة اثنتين وأربعين، واقتحم عليه دار الملك من مكناسة عنوة، ووقع فساد كبير بالمدينة المذكورة، وهلك بشر كثير في الحرب، ومنهم من قتل صبرا، وفر المولى عبد الملك ناجيا بنفسه إلى فاس، ثم حاصره بها المولى أحمد نحوًا من أربعة أشهر حتى خرج إليه على الأمان، فأمر بسجنه بمكناسة، ثم قتل المولى عبد الملك صبرا مخنوقا في أواخر رجب المذكور أيضا هـ باختصار يسير.
وفى درة السلوك أن المولى عبد الملك المترجم ظل يوم قتله صائما، وأَن