للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى سنة تسع وتسعين ومائة خرج لتمهيد البلاد الشرقية فدخل تلمسان، وخضع لإمامته ملوك بنى خزرج من مغراوة واعترفوا بإمامته، وأقام بتلمسان ثلاثة أعوام فنظر في أحوالها وأصلح أسوارها وجامعها وصنع فيها منبرًا، ثم رجع إلى مدينة فاس فلم يزل بها إلى أن توفى.

مشيخته: أخذ عن مولاه راشد، وعامر بن محمد بن سعيد القيسى الفقيه الصالح الورع، سمع من مالك، وسفيان الثورى، وروى عنهما كثيرا أخذ عنه موطأ مالك وأخذ عن غيرهما.

شعره: من ذلك قوله رضى الله عنه فيما رواه عنه أبو هاشم داود بن قاسم الجعفرى:

لو مد صبرى بصبر الناس كلهم ... لكل في روعتى أو ضل في جزعى

بَانَ الأحبة فاستبدلت بعدهم ... همًّا مقيما وشملا غير مجتمع

كأننى حين يجرى الهم ذكرهم ... على ضميرى مجبول على الفزع

تأوى همومى إذا حركت ذكرهم ... إلى جوانح جسم دائم الهلع

وقوله:

أبهلول (١) قد شممت نفسك خطة ... تبدلت منها عولة (٢) برشاد

أضلك إبراهيم من بعد داره ... فأصبحت منقادا بغير قياد

كأنك لم تسمع بكيد ابن أغلب ... غدا آخذا بالسيف كل بلاد

ومن دون ما منتك نفسك خاليا ... ومناك إبراهيم شوك قتاد


(١) في هامش المطبوع: "بهلول هذا هو داعية الخوارج وعالمهم كان ممن بايع مولاى إدريس والد المترجم".
(٢) في هامش المطبوع: "أى جورا وميلا عن الحق".

<<  <  ج: ص:  >  >>