ثم بعد تاب المترجم وأناب وشد الرحلة لشيخنا بالدار البيضاء مدة توليته خطة القضاء بها وقبل قدميه وطلب منه السماح فيما صدر منه في جانبه وذلك شأن الكرام المهتدين فعفا وصفح ثم في صدر دولة سلطاننا الأعظم المولى يوسف أبد الله نصره وزين بمزيد الترقيات عصره رجع المترجم لمسقط رأسه مكناسة الزيتون ولم يزل بها إلى أن ختمت فيها أنفاسه رحمه الله.
مشيخته: أخذ عن المفضلين ابن عزور والسوسى، ومولانا عبد الله الكامل الأمرانى، وربما كان السارد بين يديه والشيخ ماء العينين، والفقيه الحاج محمد جنون مختصر الرهونى، وسيدى محمد بن التهامى الورانى، وشيخنا سيدى محمد القادرى، وغيرهم من عظماء شيوخ فاس ومكناس.
وسمع من أبى عبد الله محمد الوادنونى المسلسل بالأولية عام ثلاثة وعشرين وثلاثمائة وألف ومن أبى جيدة الفاسى المسلسل بالقراء بوضع اليد على الرأس عند قراءة آخر سورة الحشر عام سبعة عشر وثلاثمائة وألف.
الآخذون عنه: أخذ عنه السلطان السابق المولى عبد الحفيظ وقد ذكره في نظم مغنى اللبيب بقوله:
كشيخنا طود العلوم الراسى ... بحر الهدى التهامى المكناسى