وانتخبه السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام لإقراء أولاده، ثم اصطفاه السلطان سيدى محمد وزيرا لولده المولى الحسن زمن خلافته، ثم بعد مدة طلبه السلطان سيدى محمد للظعن معه، وجعله بمثابة كاتب مع وزيره الصدر الفقيه أبى عبد الله الصفار، وذلك أن بعض الولاة بمراكش كان في قلبه عليه مرض ولم يستطع حيلة للتوصل إليه والسعى في إذايته وتنحيته عن منصبه، حتى ورد السلطان سيدى محمد لمراكش وصار يبحث الولاة وذوى الحيثيات عن سيرة ولده الخليفة عنه ثمة، فأثنوا عليه ثناء عاطرًا ووصفوه بأوصاف عالية في الدهاء والسياسة، والنبل والكياسة، ثم قال شانيه إلا أَن عامة الناس تنسب ذلك لوزيره فإن رأى مولانا أن يعمل له وزيرًا دون هذا في العلم والمعرفة والرياسة لتنسب الأعمال لمولانا الخليفة، ويتضنح الأمر جليا للعامة والخاصة، فاستحسن السلطان منه ذلك واستصوبه، وبلغ صاحب الدسيسة مبتغاه.
ثم رشح المترجم لعمالة طنجة أياما، ثم أُعفى، واستكتب بالصدارة، ثم بعد جلوس السلطان مولاى الحسن على أريكة الملك قربه واستوزره، فكان في دولته وزير سماع المظالم وإبلاغها للحضرة الملوكية بعد وفاة الفقيه الصفار الذى كان مكلفا بذلك، فسار في مأموريته وفق ما منه يطلب، استوطن مكناسة مدة، وكان سكناه بها زمان وزارته بمقربة من جامع النجارين بالدرب المعروف اليوم بدرب الدلائيين بياءين.
مشيخته: أَخذ عن العلامة سيدى الوليد العراقى، وعن والده سيدى محمد المدعو حم المتوفى عام ثمانين ومائتين وألف، وعن أبى العباس المرنيسى، وأبى عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحجرتى الفيلالى وهو عمدته، ولقى الشيخ بدر الدين الحمومى وأجازه عامة كسابقيه وغير هؤلاء ممن هو في طبقتهم.
الآخذون عنه: أخذ عنه السلطان مولانا الحسن ولازمه زمن خلافته وقبله